أنت هنا

قراءة كتاب الوجيز في تربية الطفل في الإسلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوجيز في تربية الطفل في الإسلام

الوجيز في تربية الطفل في الإسلام

كتاب " الوجيز في تربية الطفل في الإسلام " ، تأليف أمل إبراهيم الخطيب ، والذي صدر عن دار زهران 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 9

تنظيم الأسرة في الإسلام

حرص الاسلام على سعادة الأسرة واستقرارها وأن تعيش عيشة وادعة سعيدة لقوله تعالى ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" الروم: 2.

ويقصد بتنظيم الأسرة: ضبط النسل بشكل إرادي في فترة زمنية كالانجاب مثلاً كل أربع سنوات وعرفه الشيخ أحمد الشرباصي(8) بأنه اختيار او سعي انساني متعمد لتنظيم الحمل في الأسرة بصورة لا تنافي أحكام الدين والقيم الأخلاقية في سبيل تحقيق رخاء الأسرة خاصة ورخاء الأمة والدولة عامة اي تهيئة، الظروف السوية المنظمة التي تعاون الأسرة عن أن تعيش سعيدة في مختلف النواحي وقد أجاز الله تنظييم النسل لاعتبارات دينية وصحية واجتماعية تؤكد ضرورة هذا التنظيم في حياة المسلمين.

ومنها حديث الرسول (ص) "تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة"(9).

انتشرت فكرة تنظيم النسل وتحديده في العقدين الآخرين ولاسيما في الأقطار الأوروبية وشرق آسيا ففي الصين ركزت الدولة على تحديد أفراد الأسرة الواحدة وفي الوطن العربي شجعت مصر النساء على استخدام الموانع لتنظيم النسل.

ان حكم تنظيم النسل فيه يرى كثير من العلماء أنه رخصة فردية تباح إلا إذا دعت لذلك دواع معقولة وضرورات معتبرة منها دفع الضرر عن الوالدين او الاولاد.

ضرورة تنظيم النسل:

من ضرورات تنظيم النسل ما يلي(10):

- الخشية على حياة الأم او صحتها من الحمل او الوضع إذا ثبت ذلك من الخبرة او نتيجة لتوجيه طبيب ثقة قال تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة" البقرة: 195.

- الخشية من وقوع الرجل في حرج دنيوي بسبب حمل زوجته المتعاقب كل سنة على حساب عشرته الزوجية فالاسلام يريد للناس اليسر ولا يريد لهم العسر.

- الخشية من سوء واضطراب صحة الأولاد وتربيتهم وهذا يحتاج الى الوالدين الى جهد كبير في رعاية الأطفال ومتابعة سلوكهم وتنشئتهم.

- الخشية على الوليد من حمل جديد او وليد جديد وقد سمي الرسول الوطء، في حالة الرضاع وطء الفيل لما يترتب عليه من حمل يفسد اللبن ويضعف الولد وسماه غيله لأنه جناية خفية على الرضيع عرف بالقتل سرأ وفي ذلك يقول الرسول (ص): "لا تقتلوا أولادكم سراً فإن الفيل يدرك الفارس فيد عثره" رواه أبو داود.

- مع ان الإسلام يريد الكثرة إلا أنه يحرص على ان تكون هذه الكثرة قوية ولا يتحقق ذلك إلا بتنظيم النسل.

فإن تنظيم الأسرة يمكنها من تنشئة الأولاد تنشئة إسلامية سليمة تمكنها من تربيتهم وتعليمهم والمحافظة على صحة أبدانهم وعقولهم.

واشار الشيخ محمود شلتوت ان دين الإسلام ينشد الكثرة القوية لا الكثرة الهزيلة وحتى ان الطب يقرر منع الحمل لدفع الضرر الذي يلحق بالزوجة او الأمة من جراء إطلاق الحرية في الانجاب.

تحديد النسل

شجع الإسلام التناسل فعن أنس رضي الله عنه ان النبي (ص) قال: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر به الأنبياء يوم القيامة، وقال (ص) "وانكحوا أمهات الأولاد فإني أباهي بكم يوم القيامة وقال "تناكحوا تكاثروا" ان هذا هو الحكم الشرعي في النسل أنه مندوب من المندوبات.

ان المقصود بتحديد النسل وضع حد نهائي لاستخدام او ايقاف النسل نهائياً باستخدام العقاقير الطبية او العمليات الجراحية.

ولقد حرم الإسلام تحديداً النسل للأسباب التالية:

1- الإسلام حث على الزواج وشجع كثرة النسل حفاظاً على النوع الإنساني من الانقراض والحد من النسل مخالف لهدف أساسي في مقاصد الإسلام وهو المحافظة على النسل وحرم الإسلام الإجهاض لأنه قتل للنفس عمداً قال تعالى: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" الانعام: 151.

2- انه تعطيل لأعضاء الجسم عن وظيفة الانجاب وفي ذلك ضرر خطير على الأعضاء والإسلام يحارب الضرر فلا ضرر ولا ضرار وبهذا حرم الإسلام كل ما يؤدي الى العقم وقطع النسل.

3- أنه مخالف لأهم مفاهيم الإسلام.

وهو ان رزق الأولاد وآباءهم على الله تعالى الذي خلفهم وتكفل برزقهم لقوله تعالى "وفي السماء رزقكم وما توعدون، فو رب السماء والأرض أنه لحق مثل ما أنكم تنطقون" الذرايات 32-23.

4- أنه فكرة أوروبية معادية تستهدف التقليل من المسلمين لإضعاف قوتهم عن القيام باعباء الجهاد دفاعاً عن الإسلام والمسلمين.

الصفحات