كتاب " وكالات الأنباء " ، تأليف د. عيسى محمود الحسن ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب وكالات الأنباء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وكالات الأنباء
وسائل الإعلام
الإعلام، إذن يعني المضمون ويعني الشكل، إلا أن هذين المعنيين غير قابلين للفصل في واقع الأمر، فهما مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، إذ أن المعلومات التي هي عبارة عن عناصر معرفة، يجري رسمها وتركيبها وصياغتها ومعالجتها من قبل تقنيات تسمح لها بانتشار واسع النطاق ولذلك فإن هذه العناصر الخاصة بالمعرفة تخضع لتناول معين، وطرائق متنوعة تلتصق التصاقاً كاملاً بالمضمون. وهذا يعني أن الإعلام بمفهومه العصري هو في الوقت ذاته، مضمون وشكل، جوهر وأسلوب تعبير ونشر لهذا الجوهر.
هذا التعريف للإعلام كمضمون وشكل، يقودنا إلى رؤية جانب آخر له وهو الجانب الاجتماعي. فالإعلام يشير في الحقيقة إلى واقع اجتماعي معين، مؤلف أيضاً من شقين:
أ- الواقع الاجتماعي للوسط الإعلامي والمؤلف من الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزة والسينما، وغيرها من أجهزة الإعلام القديمة والحديثة.
ب- والواقع الاجتماعي المحيط المؤلف من مجموعة الميول والقناعات والمبادئ والعقائد والأفكار التي تأتي بها وسائل الإعلام وتبثها وتنشرها على أوسع نطاق.
انطلاقاً من هذا ، نقول أن الإعلام هو واقع اجتماعي معقد مؤلف من عناصر المعرفة والثقافة ومن وضع معين لتقنيات البث الاجتماعية.
وكالات الأنباء
تعريف: وكالة الأنباء مؤسسة إعلامية خدمية، تتصف تتميز بطابع خاص، إذ أن مهمتها تتجلى في تجميع ومعالجة عناصر المعرفة المتنوعة، تمهيداً لبثها، عبر تقنيات معينة، إلى وسائل الإعلام الجماهيرية التي تعمد بدورها إلى نشرها، اصطفائياً، على نطاق جماهيري.
ويمكن القول أن وكالة الأنباء هي عصب العملية الإعلامية ومحورها إذ لا يمكن تصور الإعلام بدون وكالات أنباء، لأن الوكالة هي المحرك الذي يشغل الآلة الإعلامية ويتحكم بسرعة دوراتها وحجم منتجاتها وكيفية صناعتها للمادة الإعلامية.
وتتميز وكالة الأنباء تتجلى في كونها منبع العملية الإعلامية أو أهم وأغزر منابعها على الإطلاق. وفي كون نهر المعلومات الذي يتدفق منها لا يجد مصباً نهائياً له، وإنما يتفرع إلى أنهار وجداول عديدة يضمنها أسرة وسائل الإعلام الأخرى لتسير بها نحو مصبها الأخير في البحر الجماهيري.