أنت هنا

قراءة كتاب وكالات الأنباء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وكالات الأنباء

وكالات الأنباء

كتاب " وكالات الأنباء " ، تأليف د. عيسى محمود الحسن ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 9

أول محاولة لاستخدام البرق جرت في الأول من أيلول عام 1794 حيث تم بث معلومة من مدينة ليل الفرنسية إلى باريس بفضل برق كلود شاب. وكان هذا الاختراع في عالم الاتصال الالكتروني يضاهي ما مثله اختراع غوتنبرغ في عالم الطباعة. إلا أن استخدام البرق بشكل فعلي بدأ عام 1837. حيث اتخذ طابع الاستخدام الاجتماعي من خلال برق مورس وهي الرسائل التي تنتقل عبر إشارات مدرس وأول من أفاد من هذا الاختراع الصحف المطبوعة ورجال المال الذين كانوا يتابعون من خلال هذه الوسيلة الجديدة، أوضاع البورصة المالية وأخبار مؤسساتهم.

في عام 1876. دخل الهاتف عالم الاتصال حيث نجح غراهام بيل في بث أول مكالمة.

في بداية البث الهيرتيزى وما تعلق بطرائقه (نظريات ماكسويل عام 1864، تجارب هنري هيرتز عام 1887- 1888، اختراعات وتطبيقات غوليلمو ماركوني). أخذ الراديو طريقه إلى التطور والانتشار. وفي منتصف العشرينات من هذا القرن، قلب ظهور وانتشار المذياع في الدول الصناعية مفهوم الأسلوب الإعلامي العام وعالم الاتصال الاجتماعي.

أما فيما يتعلق بالتلفزة، فإن بث الصور الثابتة عن بعد، لفت نظر المهندسين منذ منتصف القرن التاسع عشر، إلا أن بث صور متحركة عن بعد، ظهر من خلال تضافر ثلاثة اكتشافات: الصورة الكهربائية إلى تسمح بتغيير الطاقة الضوئية إلى طاقة كهربائية. ثم عملية تحليل الصورة، خطاً خطاً، ونقطة نقطة، وأخيراً البث الهيرتيزي الذي يسمح ببث إشارات ضوئية تتطابق مع كل النقاط التي تم تحليلها.

بعد عام 1900، تطورت معالجة الصورة عن طريق مصباح توماس اديسون الذي حقق التحول من التيار إلى الضوء واستخدام أول خلايا الإفلاح الكهربائية الحساسة للضوء من أجل تحويلها إلى تيار.

وأعقبت انتشار التلفزة، اختراعات أخرى كثيرة، أعطت إمكانيات جديدة للاتصال الاجتماعي وربطت بين الهاتف والتلفزة والحاسوب (الكومبيوتر)، كما أزالت الحواجز بين الأجهزة السمعية والبصرية ووسائل الاتصال الالكتروني عموماً من جهة وبين الأجهزة المعلوماتية من جهة أخرى، وهذه الظاهرة ما هي سوى جانب من جوانب الظاهرة الأخرى الأعم والأشمل، ألا وهي التداخل المتنامي بين النشاطات الثقافية والنشاطات الصناعية لوسائل الاتصال.

باختصار شديد، نستطيع القول أن المرحلة الثالثة، أي تلك الممتدة من عام 1914 إلى يومنا هذا، شهدت نشوء وارتقاء ما نسميه اليوم الإعلام الحديث. عبر هذا التسلسل المتسارع للاختراعات والاكتشافات التقنية، من خلال التطور الصناعي والاجتماعي والثقافي للمجتمعات المتقدمة.

ترعرعت وكالات الأنباء في القرن الماضي، وقد تعاظم تطورها وامتدت حقول نشاطاتها وتنامت أهميتها بشكل خاص نتيجة تطور الصحافة المطبوعة التي كانت تعيش عصرها الذهبي والتي لم تعد تكتفي بما تتلقاه من معلومات رمسية وأصبحت بحاجة إلى خدمات أجهزة متخصصة، وأيضاً نتيجة حاجات بعض الزبائن المتزايدة لتلقي المعلومات، كالبنوك والمؤسسات التجارية والسفارات ومؤسسات الخدمات العامة.

أما الآن فإن الثورة التقنية قد وضعت تحت تصرف وكالات الأنباء وسائل جديدة تماماً بفضل إمكانيات معالجة المعلومات وحفظها وبثها المتقطع من خلال الحاسوب (الكومبيوتر) ومحطاته العديدة. وقد أدى هذا التطور التقني الهائل إلى ازدياد كبير في كمية المعلومات وفي سرعة بثها، إلا أنه أدى أيضاً إلى ارتفاع تكاليف جمع الأخبار مما سهل عملية اندماج مؤسسات وكالات الأنباء أو تضافرها، وهذا ما خلق بدوره احتكارات وتجمعات وطنية وعالمية لهذه الوكالات، سيجري الحديث عنها لاحقاً.

أول وكالة أنباء في العالم، وجدت في فرنسا خلال الأعوام 1832- 1835 وكانت تسمى وكالة هافاس على اسم مؤسسها شارل هافاس.

وكانت هذه الوكالة، في البداية، عبارة عن مكتب بسيط لترجمة الصحف الأجنبية، إلا أنها سرعان ما نوعت خدماتها من خلال شبكة مراسلين، منذ ذلك الحين لم تكف عن الامتداد والتوسع، وقد استخدمت هذه الوكالة منذ عام 1840 الحمام الزاجل لزيادة سرعتها في بث أنباء تبدلات البورصات المالية الأوروبية الرئيسية، وقد وجدت، بعد ذلك البرق الكهربائي أداة تطور سريع. رعته الحكومات الملكية والإمبراطورية الثانية في فرنسا.

مما زاد من الطابع غير الرسمي للوكالة. في الوقت نفسه. ولكي تسمح لصحف الأقاليم والمحافظات بدفع أقساط اشتراكها لخدمات مراسليها ولأنبائها البرقية، عمدت وكالة هافاس إلى الاضطلاع بعملية بث الإعلانات أيضاً، عن طريق توقيع اتفاقية مع المؤسسة العامة للإعلانات. وهكذا ومنذ ذلك الحين أصبحت هافاس وكالة أنباء ووسيلة تزويد وبث الإعلانات.

وعرفت هذه الوكالة ازدهاراً كبيراً، أوصلها إلى احتكار حقيقي في فرنسا وإلى مكانة مرموقة في سوق الأنباء الدولي.

وقد أخذت وكالة هافاس بالانحدار بعد عام 1930 نتيجة الأزمة الاقتصادية ونتيجة فقدان فرنسا لبعض نفوذها في الحلبة الدولية.

وفي عام 1940، أخذت وزارة الخارجية الفرنسية على عاتقها عجز ميزانية فرع وكالة هافاس الخاص بالأنباء وأممت جمع ممتلكاتها وحل محلها مكتب الأنباء الفرنسي في مدينة فيشي الفرنسية. ثم وحدت بعد الحرب العالمية الثانية الوكالة الفرنسية للأنباء أو وكالة الأنباء الفرنسية، أو كالة فرانس بريس.

الصفحات