كتاب " وكالات الأنباء " ، تأليف د. عيسى محمود الحسن ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب وكالات الأنباء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

وكالات الأنباء
نشوء وكالات الأنباء
إن ظهور وكالة الأنباء في النصف الأول من القرن التاسع عشر، أي ما بين أعوام 1840- 1850، واكب قصة وسائل الاتصال الالكترونية التي اختلط تاريخها. منذ ذلك الوقت بتاريخ التطور الصناعي في الدول المتقدمة.
إلا أننا، وقبل أن نتحدث عن نشوء وتطور وكالات الأنباء بمفهومها الحديث والعصري، لابد لنا من أن نشير إلى أن وجود وكالة الأنباء كوسيلة لالتقاط الحدث ونقل حيثياته بأسرع وقت ممكن، يعود إلى زمن بعيد، وبعيد جداً.
ويمكننا أن نذكر، في هذا الصدد، وعلى سبيل المثال لا الحصر قصة :الماراثون ومعناه، في أيامنا هذه، السباق الطويل.
وقد أخذت هذه التسمية من حكاية يونانية قديمة، وهي قصة جندي يوناني، ركض، دون توقف، من مدينة ماراثون اليونانية إلى مدينة أثينا التي تبعد حوالي أربعين كيلومتراً، ليبشر الاثينيين بالانتصار الذي أحرزه الجنرال اليوناني ميلتياد على جيش الفرس الذي حاول غزو الشواطئ اليونانية، في عام 490 ق.م. وقد توفي هذا الجندي فور نطقه بالنبأ نتيجة الجهد الخارق الذي بذله. ليقطع جرياً ودون توقف، المسافة بين مدينتي مارثون واثينا.
ويطلق اليوم اسم مارثوان على السباقات الطويلة في الرياضة وعلى كل اجتماع أو مؤتمر تطول جلساته دون انقطاع أو فترات استراحة.
ولا بد لنا، في هذا المجال إلا أن نذكر ما كان يقوم به مؤيدو الرسول صلى الله عليه وسلم، لابلاغ قريش والقبائل العربية بإخبار الدعوة المنطلقة من المدينة المنورة، وبأنباء انتصارات المسلمين في المعارك ضد المشركين، وبجميع الأحداث التي رافقت الدعوة حتى دخول المسلمين مكة المكرمة.
إن هؤلاء المسلمين الذين كانوا ينقلون تفاصيل مراحل الدعوة من مكان إلى آخر، هم عبارة عن وكالات أنباء إنسانية متحركة، لعبت دوراً كبيراً في انطلاق الدعوة ونشرها في كل بقاع الأرض.
ومن المفيد أن نشير أيضاً إلى الوسيلة التي تستخدمها بعض القبائل الأفريقية لنقل أخبار حادثة ما أو خبر. من المكان الذي حدثت فيه إلى أمكنة أخرى. حيث يعمد أحدهم إلى قرع الطبول بطريقة معينة، تسمعه القرى المجاورة وتفهم معناه ومضمونه، ثم تنقله بدورها، أما مباشرة، وإما بواسطة الطبول أيضاً، إلى أمكنة أخرى، وهكذا ينتشر النبأ على نطاق واسع وبسرعة كبيرة.
لا بأس من أن نذكر أيضاً. في هذا المجال، عملية نقل الأخبار بواسطة الحمام الزاجل الذي يعتبر وسيلة سريعة نسبياً. وقد لجأت إحدى وكالات الأنباء إلى الحمام الزاجل. قبل أن تستخدم البرق الكهربائي، كما سنرى فيما بعد.
هذا الأمثلة القليلة التي أوردناها، هي وكما قلنا على سبيل المثال لا الحصر، للدلالة على وجود ما لوكالات أنباء من نمط ما، ذات مميزات وخصوصيات معينة، لعبت دوراً هاماً في تحقيق الاتصال السريع الحيوي بين الناس خلال مراحل عديدة من حياة الشعوب والأمم. إذن هذه الوسائل التي اكتشفها وطورها الإنسان ليحقق الاتصال الضروري لحياته وبقائه، أصبحت جزءاً من تاريخه وتراثه وحضارته. وما يهمنا الآن هو معرفة ظهور وتطور وكالات الأنباء بمفهومها الحديث والمعاصر قلنا أن وكالات الأنباء ظهرت في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ما بين أعوام 1840- 1850 تقريباً حيث استندت إلى اختراع البرق الكهربائي عام 1837، ذلك أنه فور اختراع الكهرباء، اتضح أنها وسيلة تقنية مثالية لبث المعلومات. وتاريخ استخدام الكهرباء في وسائل الاتصال الالكترونية المرحلة الماضية، حيث تم التوصل إلى مراحل متقدمة كانت محطاتها المتتالية تظهر في كل ربع قرن تقريباً.
عام 2000 بداية القرن الجديد أصبح فتح العالم قرية صغيرة تنتقل فيه الأخبار بسرعة شديدة بدأنا نقطف ثمار التطور التكنولوجي في الكمبيوتر.
وسائل اتصال الكترونية أخرى 1975
التلفزة 1950 (1950- 1960)
الراديو 1925 (1920- 1930)
البث الهيرتيزي عام 1900 تقريباً.
الهاتف (1850- 1880) 1875
البرق 1850 تقريباً (1794- 1837)