يتناول هذا الكتاب في فصوله المتعددة جوانب مهمة من بيئة الأهوار الجنوبية والوسطى شاملا المناخ والجغرافية وأنواع الترب ومكوناتها ومصادر، ونوعية المياه والتنوع الوظيفي كالإنتاجية الأولية للنباتات المائية والهائمات والشبكات الغذائية ومستويات التغذية ولمحات عن ا
أنت هنا
قراءة كتاب بيئات الأهوار العراقية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تتميز الأهوار بوجود شبكات وسلاسل غذائية مختلفة وتنوع بيئي وحياتي عال وتمثل دوراً مهما في حياتية كثير من أنواع اللافقريات والأسماك النهرية المقيمة والبحرية المهاجرة والطيور المائية المقيمة والمهاجرة والمارة حيث إنها تمثل بيئة غنية جداً بالموارد الغذائية المتنوعة ومكان مناسب للتكاثر وحماية الصغار.
تمتلك الأهوار العراقية طاقات وإمكانات بيئية ومادية كبيرة تجعلها مؤهلة لانتشال سكان هذه المنطقة من واقعها الخدمي والاقتصادي والاجتماعي والصحي المتردي وجعلها منطقة تساير المناطق الأخرى بالعالم من حيث الخدمات والتقدم الحضاري. أن تطوير منطقة الأهوار يجعلها مكانا فريدا للسياحة الطبيعية والبيئية من خلال انشاء المحميات الطبيعية. وخصوصا ان الأهوار هي الواحة المائية وذات المساحات الخضراء الواسعة في هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة والجافة.
تناولت العديد من الدراسات منطقة الأهوار قبل التجفيف وكان أغلبها بشكل رسائل ماجستير وأبحاث علمية وغطت فترات زمنية قصيرة نسبيا ومتباعده. اما بعد إعادة التاهيل في 2003 فهناك العديد من الدراسات والتقارير واطاريح الدكتواره ورسائل الماجستير وأبحاث علمية لكنها تغطي فترات زمنية قصيرة ومتقطعة مما يقلل من أهميتها العلمية والميدانية ويضعف استنتاجاتها. مما هو الجدير بالذكر ان الغالبية العظمى منها كانت لمؤلفين وباحثين عراقيين وهذا يعكس مدى الاهتمام الوطني بدراسة منطقة الأهوار والشغف العلمي بها. كما ان هناك اهتماما عالميا بالأهوار العراقية لأهميتها العلمية ودورها البيئي المميز.
بات الحفاظ على الأهوار واستمراريتها واجبا وطنيا وإنسانيا وهو لايخص العراقيين كأمة فقط بل يشمل كل شعوب الشرق الأوسط والعالم على سبيل المثال ان الطيور المهاجرة شتاءأ تأتي من وسط آسيا وسيبريا وبقية المناطق الباردة في الشرق الأوسط ولذا فأن بيئة الأهوار تخدم قسما مهما من أحياء العالم. يعتبر قطع امدادات المياه عن الأهوار وخصوصا المياه العابرة للحدود اخلالا بالمواثيق الدولية واضرارا بالبيئة والمناخ العالمي، وقد شرعت العديد من الدول إلى انشاء أراضي رطبة اصطناعية أو استعادت المندرسة منها والتي سبق ان جففت أو حولت إلى أراضي زراعية أو لأي غرض آخر. لاتخدم الأهوار العراقية بيئة ومناخ العراق فقط بل كل منطقة الشرق الأوسط والعالم.
يؤدي استمرار عمليات الصيد لا قانونية وشيوع استعمال الكهرباء والسموم إلى ترك اثرا سلبيا ومدمرا على الثروة السمكية وبفية الأحياء في الأهوار مما سيؤدى إلى فناء وتدهور بيئة الأهوار الجنوبية وتقضي على الأسماك وبقية الأحياء فيها واخيرا تضر بصحة المواطنين.
تركز غالبية الأهوار العراقية الرئيسة في المنطقة الجنوبية والوسطى من وادي الرافدين، ومن الموكد وجود أهوار أخرى صغيرة على جوانب الأنهار وسواحل البحيرات والجداول وجوانب التلال وسفوح الجبال والبرك واليبنابيع الصغيرة. ويخطىء البعض في استعمال كلمة مستنقعات بدلاً عن الأهوار حيث ان المستنقعات هي نوعا اخر من الأراضي الرطبة تتميز بوجود الأشجار والشجيرات وتوجد في المناطق الباردة اما الأهوار فإنها تتميز بوجود النباتات اللينة كالقصب والبردي وتوجد في المناطق الحارة والمعتدلة.
يتناول هذا الكتاب في فصوله المتعددة جوانب مهمة من بيئة الأهوار الجنوبية والوسطى شاملا المناخ والجغرافية وأنواع الترب ومكوناتها ومصادر، ونوعية المياه والتنوع الوظيفي كالإنتاجية الأولية للنباتات المائية والهائمات والشبكات الغذائية ومستويات التغذية ولمحات عن التكاثر والتنوع الإحيائي للنباتات البارزة والغاطسة والطافية والهائمات النباتية والهائمات الحيوانية والأحياء القاعية والأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور واللبائن والأدلة البيئية لها والفعاليات الحيوية وتأثير التلوث ونسبة الاسترجاع وغيرها. إن هذا الجهد محاولة أولية للتعرف على أساسيات وفهم بيئات الأهوار العراقية، ويهدف أيضاً إلى جمع وتحليل المعلومات المتوفرة عنها وتسهيل تداولها للقراء والباحثين. اعد هذا الكتاب أساسا لقرأء على معرفة أولية بأساسيات البيئة عموما والأراضي الرطبة والأهوار خاصة. واخيرا فأني اعتذر سلفا عن الاخطاء المطبعية واللغوية وكذلك لعدم الاشارة لبعض الأبحاث والتقارير والتي تعذر الحصول عليها.