يتناول هذا الكتاب في فصوله المتعددة جوانب مهمة من بيئة الأهوار الجنوبية والوسطى شاملا المناخ والجغرافية وأنواع الترب ومكوناتها ومصادر، ونوعية المياه والتنوع الوظيفي كالإنتاجية الأولية للنباتات المائية والهائمات والشبكات الغذائية ومستويات التغذية ولمحات عن ا
أنت هنا
قراءة كتاب بيئات الأهوار العراقية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
جغرافية بعض الأهوار الرئيسية
جغرافية هور الحمّار
يقع هور الحمّار بين دائرتي عرض 30 و40 31 شمالا وبين خطي طول 46 30 و47 40 شرقا وإلى جنوب نهر الفرات (شكل 1) ويمتد من محافظة ذي قار في الغرب إلى أطراف مدينة البصرة في الشرق على شط العرب أما من الجنوب فتحده قناة المصب العام والسبخات والتلال الرملية للصحراء الجنوبية. مساحة هور الحمّار حوالى 2800 كيلومتر مربع من الأراضي الرطبة الدائمية وتتوسع إلى 4500 كيلومتر مربع كأهوار موسمية، خلال فترات الفيضان الربيعي ومواسم الأمطار يكون الهور كبطائح مائية متصلة وتتراوح اعماقها ما بين (1,8 - 2,7) متر وتتقلص في موسم الجفاف إلى بقع متعددة ضحلة بعضها مؤقتة يتراوح عمق المياه فيها (0,2- 0,5) متر ما عدا بعض المسالك العميقة (Iraqi Foundation, 2003).
يعتبر هور الحمّار أكبر الأراضي الرطبة الجنوبية. يبلغ المحور الطولي له من قرية الحمّار إلى منفذ كرمة علي حوالى 123كم بينما يتراوح عرضه بين (26-35) كم (UNEP, 2002 2006؛ المنصوري، 2008).
ويضيق هور الحمّار عند منتصف المسافة عند حقول نفط الرميلة ويعتقد أنها نتيجة لحركات جيولوجية تحت القشرة الأرضية (تكتونية) وعليه يمكن تقسيم الهور إلى جزيئين شرقي وغربـي (الساكني، 1992).
يزود نهر الفرات وروافده المتعددة الجزء الغربـي من هور الحمّار بينما يتزود الجزء الشرقي منه أساسا من شط العرب وبصورة جزئية من نهر الفرات. وعليه فأن هور شرق الحمّار يوصف بأنه من البطائح المدية (Tidal marsh) ويتأثر بالمد والجزر النصف يومي من الخليج العربـي عن طريق شط العرب، وإن مياهه جيدة التهوية ومويلحة، تتكون رواسبه أساسا من الغرين والطين ذات اللون الرمادي وأنها تحتوي على كمية قليلة من المواد العضوية الكربونية واما ألاس الهيدروجيني فهو قاعدي (Hussain Taher, 2007; Taher et al.,2008) تصب مياه هور الحمّار في شط العرب من خلال منفذ (نهر) كرمة علي.
جغرافية هور الحويزة
يقع هور الحويزة إلى الشرق من نهر دجلة وتمر الحدود الدولية العراقية الإيرانية في جزئه الشرقي وينحصر بين دائرتي عرض°31 و´75 °31 من دوائر العرض الشمالية ويطلق على الجزء العراقي منه بهور الحويزة بينما يسمى الجزء الإيراني بالهور العظيم. يبلغ متوسط طوله نحو 81 كم ويزيد متوسط عرضه عن 30 كم.، يظهرشريط ارضي متقطع طوله 30 كم يقسم الهور إلى جزئين شرقي وغربـي.
يتزود بالماء أساسا من نهر دجلة بعدة فروع قرب مدينة العمارة، الأول نهر المشرّح والثاني نهر الكحلاء والذي يتفرع بدوره إلى ثلاثة فروع صغيرة قبل دخوله هور الحويزة (شكل 1).
وكان نهر الكرخة يزود هور الحويزة بمياهه لكن السدود التي بنيت خلال عام 2005 حجبت مياه الكرخة التي اصبحت تزود الجانب الإيراني فقط وقطعت المياه عن هور الحويزة (محمد، 1992 و2009).
تقدر المساحة السطحية لهور الحويزة بحوالى 3000 كيلومتر مربع والأعماق متفاوتة ففي القسم الشمالي في بركة أم النعاج قد يصل العمق إلى أكثر من ثلاثة امتار. أما الجزء الجنوبـي وخصوصا قرب نهر السويب فيكون ضحلا. إن الأجزاء الشمالية والوسطى منه تعتبر أراضي رطبة دائمية بينما الجزء الجنوبـي فإنها أراضي رطبة مؤقتة، والبعض الاخر منها أراضي جافة وقاحلة. تتميز الأهوار الدائمية فيه بوجود مساحات واسعة من المياه المفتوحة مع نمو كثيف للقصب والبردي وغيرها من النباتات المائية وأنواع من أسماك وطيور لا توجد خارجه الا ما ندر.
جففت مناطق أخرى من هور الحويزة وخصوصا الوسطى والجنوبية لوجود حقول نفطية مهمة (حقل مجنون) كما جففت أجزاء كبيرة أخرى خلال الحرب العراقية الإيرانية وبنيت العديد من السدود وأحواض التجفيف. أما الأجزاء الشمالية منه فقد سلمت جزئيا من التجفيف وتقدر نسبتها بحوالى 10% من المساحة الأصلية، وتكتسب هذه المساحة أهمية بيئية وحياتية كبيرة لأنها الجزء الطبيعي المتبقي من الأهوار العراقية الجنوبية وبهذا يعتبر مخزنا جينيا للأنواع النباتية والحيوانية التي كانت موجودة أصلا في هذه البطائح قبل التجفيف.
تصب مياه الحويزة في شط العرب عند جنوب مدينة القرنة بخمسة كيلومترات من خلال منفذ (نهر) السويب (IMOS, 2006; UNEP, 2002 2006؛ المنصوري، 2008).