أنت هنا

قراءة كتاب بيئات الأهوار العراقية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بيئات الأهوار العراقية

بيئات الأهوار العراقية

يتناول هذا الكتاب في فصوله المتعددة جوانب مهمة من بيئة الأهوار الجنوبية والوسطى شاملا المناخ والجغرافية وأنواع الترب ومكوناتها ومصادر، ونوعية المياه والتنوع الوظيفي كالإنتاجية الأولية للنباتات المائية والهائمات والشبكات الغذائية ومستويات التغذية ولمحات عن ا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 3

بيئات الأهوار العراقية

تمثل بيئات الأهوار العراقية بالتقاء ثلاثة بيئات رئيسية مختلفة النهرية والزراعية والصحراوية وتصنف من البيئات المائية الداخلية المعقدة. تتميز بيئات الأهوار بديناميتها أي تغيرها المستمر نتيجة لتأثرها الشديد بالظروف الهيدرولوجية وعملياتها المستمرة واختلافها اليومي والموسمي والسنوي وعلاقتها بتقلبات المناخ في المنطقة وتأثير الموقع الجغرافي عليها والنشاط البشري المتواجد فبها. نتج عن كل هذه الظروف المتغيرة باستمرار مدى واسع من أنواع بيئات الأهوار المختلفة، وليس من السهل رسم حدود لبيئات الأهوار بسبب التداخل مع البيئات الأخرى وتغير مستويات المياه وبالتالي تواجد أنواع كثيرة من الأحياء المختلفة التي تكيفة لها، ونتيجة لذلك تحوي بيئات الأهوار على أنواع أكثر من البيئات المجاورة وحتى من الأنواع الأخرى من الأراضي الرطبة.
تحوي الأهوار الصفات البيئية للمياه العميقة مثل الظروف اللاهوائية للقيعان وحركة المياه وتواجد الهائمات النباتية والحيوانية واللافقريات الكبيرة والأسماك والسلاحف والطيور المائية ومن الجانب البري النباتات المائية الوعائية والطحالب الكبيرة واللبائن المقيمة والمترددة.
تعتبر الأهوار العراقية من أبرز المعالم الجيومورفولوجيه في جنوب وادي الرافدين وهي تتشكل جيولوجيا من مجموعة معقدة من البيئات الترسبية البحيرية (Yuaqub Selkian, 1992). تتميز بوجود الكثافات العالية من نباتات القصب والبردي في الجزء الأوسط والجنوبـي من وادي الرافدين ومياهها بحالة توازن هيدروستاتيكي ما بين المياه السطحية لدجلة والفرات مع حوض المياه الجوفية (Ground water table)، ومعزولة عن مجاري الرافدين والافرع الرئيسية تقريبا بعدة أنواع من الأكتاف النهرية (Alluvial levees) (Plaziat Younis, 2005). نتيجة لكثافة التجمعات النباتات المائية (Canopies) سمحت للأهوار باسناد تنوع بيئي كبير للأحياء بالمقارنة مع البيئات المجاورة والمماثلة على سبيل المثال حواف البحيرات والينابيع. يضاف لذلك وجود النباتات المائية المتخصصة والمتكيفة للأراضي الرطبة ومنها الأهوار يؤدي لثلاثة وظائف بيئية أساسية وحددها (van der Valk (2006 وهي:
1-الإنتاجية الأولية
2-الشبكات الغذائية
3-تدوير المعادن والمغذيات
قسم Evans (2002) بيئات الأهوار العراقية (Biotopes) إلى دائمية وفصلية، تتكون الدائمية من البحيرات وأهوار المياه العذبة والأنهار والجداول والبرك، اما المؤقتة تشمل حواف الأهوار والسهول الفيضية وقنوات الري ومزارع الرز والبرك الضحلة المالحة. ان استعمال تعبير البحيرات غير دقيق في الأهوار لأنها تمثل أجسام مائية كبيرة وعميقة تتميز بالتطبق الحراري والغازي (Thermal dissolved gases stratification). واختلاف تكوينها الجيولوجي.
تتميز الأهوار الجنوبية بوجود بيئات متعددة لا يوجد ما يماثلها في بقية مناطق الأراضي الرطبة، وتمثل منطقة تداخل بيئي لانتشار أنواع حيوانية آسيوية وأوربية وافريقية خصوصا للأسماك والطيور واللبائن، اطلق السكان المحليين تعابير تميز هذه المناطق البيئية عن غيرها وتحوي الأهوار الكبرى غالبية الأنواع التالية:
1- بيئة الهور المفتوح
وهي نوعا من الأهوار الكبيرة ويسمى علمياً (Openness marsh). وذات مساحة مائية واسعة ومفتوحة وعميقة نسبيا بالمقارنة مع المناطق المحيطة بها. لا يتجاوز معدل عمق المياه ثلاثة أمتار إلا ما ندر. تكثر فيها النباتات المائية الغاطسة والطافية وتوجد فيها الطيور المائية الغواصة والسابحة والأسماك السريعة والأفاعي المائية ويطلق عليها محلياً اسم (البركة).
2 - بيئة الهور البركي
يسمى علمياً (Pond marsh) وهو منخفضا ضحلا ينمو فيه القصب والبردي بشكل متفرق وبكثافة قليلة. بعضه دائمي والآخر مؤقت تؤمه الطيور الخواضة بكثرة وتوجد فيه بعض الأسماك الصغيرة والقواقع ويطلق عليه محلياً اسم (الشيحة).
3 - بيئة الهور القنالى أو الاصبعي
تعني نوعا من الأهوار وتسمى علمياً (Channel or Finger marsh) وهو هور دائمي يكون على شكل ممر أو اصبع والمياه فيه أعمق من المناطق المجاورة، وينمو القصب والبردي بكثافة على جانبيه وتكثر فيه القواقع والربيان والأسماك ويستعمل للنقل وصيد الأسماك ويطلق عليه محلياً اسم (الكواهين).
4- بيئة الهور الحافي
يسمى علمياً (Fringe marsh) وهي حواف أو ضفاف الهور والتي تغطيها المياه الضحلة وتجف أحيانا وتنمو فيها النباتات المائية البارزة والغاطسة والطحالب الكبيرة بكثافة وتحتمي فيها أنواع الأحياء المائية والأسماك الصغيرة وتؤمها الضفادع والأفاعي والسلاحف وأنواع معينة من الطيور المائية الخواضه والحيوانات اللبونة ويطلق عليه محلياً اسم (الراك). وتتشابه لحد ما مع الأهوار البحيرية لسواحل البحيرات (Lacustrian marsh) وتختلف عنها في ظروف الفيزيائية والكميائية.
5 - بيئة السهول الفائضة
يسمى علمياً (Flood plain marsh) وهي سهول فيضية تتعرض إلى فيضان موسمي أو ارتفاع في المياه الجوفيه التي تكون قريبه من السطح بشكل دائمي أو فصلي وتنمو فيها نباتات مائية مختلفة وتؤمها أنواع عديدة من الطيور خصوصا الخواضة والنوارس، ويطلق عليه محلياً اسم الزيليجه (الزلقه).
6- بيئة الهور الشاطئ
يسمى علمياً (Riparian marsh) وهو نتيجة لفتحة أو كسر في أكتاف روافد الأنهار الواصلة للأهوار (Oxbow)، تغمرها المياه بصورة دائمية أو موسميا وتنمو فيها النباتات المائية البارزة والطحالب الكبيرة وتكثر فيها أنواع اللافقريات الكبيرة والأسماك الصغيرة وتؤمها الطيور الخواضة والساحلية.

الصفحات