رغبت في أن أُخصّص هذا الكتاب لثلاثةٍ من نشاطاتي العلميّة والفكريّة والثقافيّة طوال مسيرتي العلميّة إلى الآن، فسلكته في أقسامٍ ثلاثة:
قراءة كتاب معهم مقدمات وندوات وشهادات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
معهم مقدمات وندوات وشهادات
الصفحة رقم: 4
أولاً: الأعمال الإبداعيّة
(1) ديوان "دم حنظلة"*
للدكتور إبراهيم الخطيب(1)
فقد تعرّفت على الدكتور "إبراهيم الخطيب" صاحب هذا الديوان طبيبًا وشاعرًا في آن منذ سنوات قبل أن أستمع إليه أو أقرأ شيئًا من شعره. وحين أتيح لي أن أستمع إليه في بعض المنتديات الوطنيّة والسياسيّة والأدبيّة، وما أكثر ما يشارك فيها، وأن أقرأ كثيرًا من شعره في الصّحف والمجلاّت وفي دواوينه، عادت بي الذّاكرة إلى تراثنا النقديّ في بدايته المنهجيّة، وإلى الأصمعيّ تحديدًا، لأنّ إبراهيم الخطيب واحد من النّماذج الإبداعيّة المهنيّة المحليّة الصّارخة التي تعدّ مصادرة على أطروحة الأصمعيّ النقديّة، إذ كان هذا النّاقد لا يعدّ الشاعر، الذي لم ينقطع للشعر انقطاعًا كاملًا، في زمرة الشعراء الفحول الذين ارتضاهم وفق مفهومه هو للفحولة الشعريّة غير مدرك، مثلًا، أن كرم حاتم الطّائي وصعلكة الصّعاليك وشجاعة الفرسان وتديّن لبيد العامريّ لا تحول، ما دام الشّعر موهبة، دون أن يكونوا فحولًا شعراء، ومن طليعة الشّعراء.
إبراهيم الخطيب، إذًا، شاعر طبيب وطبيب شاعر، تعاقد الطّبّ والشّعر فيه على صداقة حميمة باقية. أصدر، إلى الآن، هذه الدوّاوين: "غنّ لي غدي" (1984)، و "قناديل النّهار المطفأ" (1985)، و "حظيرة الرّياح" (1986)، و "عز الدّين القسّام" (1987)، و "ألوذ بالحجر" (1989)، و "سنابل الأرجوان" (1990)، و "وجهًا لوجه" (1990).
فأمّا ديوانه الحاضر "دم حنظلة"، الذي لا يأتي صدوره في الذّكرى الثّالثة لاستشهاد ناجي العليّ مصادفة، فهو ديوان في قصيدة مطوّلة أو قصيدة ديوان، ينهض - إلى حدٍّ كبير - نموذجًا يعرض سمات شعر صاحبه الموضوعيّة والفنيّة الّتي لا تتّسع كلماتي القليلة إلى أن أخوض فيها وأفصّل.
وعلى أيّة حال، فشعر إبراهيم بعامّة وفي ديوانه هذا بخاصّة ذو سمات شعريّة واضحة في الموضوع والفنّ. ففي الموضوع تشغله في هذا الزّمن المهزلة، كما يصفه هو، قضايا أُمّته الوطنيّة والسّياسيّة وقضيّتها المركزيّة - القضيّة الفلسطينيّة - بأبعادها الشموليّة والجزئيّة. وما استشهاد "ناجي العلي"، الذي يُوقف عليه هذا الديوان والذي مزّقت ريشته عيشته كما يقول الشاعر نفسه، إلاّ بعد من أبعاد هذه القضيّة:
حنظلة!