رغبت في أن أُخصّص هذا الكتاب لثلاثةٍ من نشاطاتي العلميّة والفكريّة والثقافيّة طوال مسيرتي العلميّة إلى الآن، فسلكته في أقسامٍ ثلاثة:
قراءة كتاب معهم مقدمات وندوات وشهادات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
معهم مقدمات وندوات وشهادات
الصفحة رقم: 10
- كرائمُ الأحجارِ إسفلتٌ
- وهجُ الرؤى مغائرٌ مُضبَّبةٌ بالسّوادْ
وتكاد قصيادة "كأَنَّهُ هو" تلخّص موقف الشّاعر كلّه من أبيه وتجسّده، وتكشف عن انصهاره الشّديد واندغامه الحميم به كأنّه الغائب الحاضر في آن "كيمياء الأماكن والفصول" الذي لا يغيب لأنّه يراه في ابنه دائمًا:
كأَنَّهُ هو
يُعيدُ إِحياءَ مُحيًّا حنَّطَتْهُ المواجعْ
أَعشبتهُ المآثمُ والنّذورْ
وبالابن ما زال "للبيتِ طُرّاقهُ" وللحُلمِ إنشادُهُ"
واللّوحة الثالثة، هي لوحة "كونيني" أو لوحة "هدى"، هدى الرّمز الذي لا يكاد يعرف مدلولاته ومراميه الدقيقة البعيدة سوى الشّاعر نفسه المسكون بها والمشغوف، واللاهث وراءها عسى أن تكون مفاتيح الحلول معها، وأن تجد له مخرجًا من أدوائه الذاتيّة المندمجة بأدواء الوطن والجماعة. "هدى" نادر قواسمة قناع مثلما هي "زهرة مستحيل" إبراهيم ناجي و "عائشة" عبد الوهّاب البيّاتي. وأيّ قناع هذا الذي يتلبّس الشّاعر حتّى يحتضنه ويتبنّاه "أبًا" لا "ابنًا" ويجعل اسمه "نادر هدى"؟!. لا أشكّ في أن هدى - مهما تعدّدت وجوهها ومدلولاتها - هي التي طلب إليها هذا الشّاعر "المتعب" أن تحتويه، فهو مسكون بها وهي داءه ودواءه:
تعالي اسكنيني
وأنا كطفلٍ بين ذراعيكِ
أَرعى خصبَكِ الممهورِ
أُلملمُ أَحرفَ العشقِ
إنّها المبتغى والأمل:
أوّاه هدى
يا دُرّتي المبتغاة
متعبٌ فاحتويني