رغبت في أن أُخصّص هذا الكتاب لثلاثةٍ من نشاطاتي العلميّة والفكريّة والثقافيّة طوال مسيرتي العلميّة إلى الآن، فسلكته في أقسامٍ ثلاثة:
قراءة كتاب معهم مقدمات وندوات وشهادات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
معهم مقدمات وندوات وشهادات
الصفحة رقم: 7
(2) ديوان "كذلك"*
لنادر هدى
- 1 -
فحين طلب إليّ الأستاذ المحامي الشّاعر نادر هدى واسمه الحقيقي "نادر قاسم محمد قواسمه" كما يذكر هو نفسه في قصيدة "حرّ من يشاء" من ديوانه "حبر العتمة" حيث يقول:
هدى من أُحبُّ، وأُكنّي
أمّا اسمي المُطْرى في احتضاراتِ السؤالْ
فهو (نادر قاسم محمد قواسمه) عبءُ القيودِ في المراسمِ والمراثي...
حين طلب إليّ أن أقدمَ لديوانه السابع هذا "كذلك" وافقت فورًا، وإن عرفت أن الديوان مسبوك بقالب "قصيدة النثر"، لسببين اثنين: الأول أن الشعريّة عندي هي الأهم بقطع النظر عن لبوسها وقالبها الذي تبرز فيه، ولا ضير في "التجريب"؛ والآخِر صنو الأول إذ سبق لي أن تعرفت على نماذج من أقاويل نادر هدى الشعرية حين ندبني فرع رابطة الكتّاب الأردنيّين بإربد مساء السبت 3/10/1992 في ملتقاه الشعريّ الأول لأتحدّث عن نماذج من شعر الشاعر وزميليه الشاعرين الدكتور / الطبيب إبراهيم الخطيب، وإدوارد حدّاد الذي انتقل إلى رحمة الله بعد ذلك. وقد نُشِرَتْ تلك "المداخلة" في جريدة "صوت الشعب" الأردنيّة المحتجبة(1)، ثم أَدرجتُها في كتابي "في النقد الأدبي: إضاءات وحفريّات(2).
- 2 -
نادر هدى، إذا ما وضعنا في الاعتبار عام صدور ديوانه الأول "مملكة للجنون والسفر" (بيروت 1984) والإرهاصات التي سبقت صدوره ولست أشكّ في أنها كانت طويلة، من روّاد قصيدة النثر في الأردن حين كان ينظر إلى هذا النمط من الأقاويل الشعريّة في الوطن العربي كلّه نظرة "العاقل إلى السّفيه"، وحين كان يلقى معارضة شديدة ونقدًا قاسيًّا لاذعًا ما زالت أبعادهما مستمرة حتّى إنّ بعضهم يسمه بـ "القصيدة الخنثى"! بيد أن الشاعر لم يتزحزح إيمانه بنمطه الإبداعي، بل ازداد به إيمانًا وتمسّكًا، فأصدر "مسرَّات حجريّة" (دار الحداثة - بيروت 1985)، و "حبر العتمة" (الأردن 1992)، و "لن تخلصي مني" (دار الحداثة - بيروت 1993)، في حين أنه أصدر من النّمط التفعيليّ "مزامير الرّيح" (دار الحداثة - بيروت 1993)، و "عالم لست فيه" (الأردن - 2000).