أنت هنا

قراءة كتاب مساهمات في التنشئة الإجتماعية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مساهمات في التنشئة الإجتماعية

مساهمات في التنشئة الإجتماعية

كتاب " مساهمات في التنشئة الإجتماعية " ، تأليف د. زكي حسين جمعة ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

 نظرية التعلم

تتحدث هذه النظرية عن التعلم والاكتساب ، الذي يبدأ مع الفرد منذ اللحظات الأولى لحياته ، والذي يعمل على تحديد وتطوير وتفعيل معظم سلوكه الاجتماعي والفردي . وتذهب هذه النظرية إلى القول : إن الإنسان يتعلم معظم الأمور في حياته ويكتسبها من البيئة التي يعيش فيها سواء كانت الأسرة أم المجتمع المحيط أم التي يتعرف اليها مثل المدرسة والحي والمعمل ... الخ . وترى أن الانسان يتأثر كذلك بسلوك الحيوانات التي يعايشها كما يتأثر بالطبيعة وعواملها . ويعود ذلك إلى أن الإنسان يرى ويراقب ويشعر ويحس بما يدور من حوله . فهو يتأثر بتغير المناخ وتبدل الفصول واختلاف الجغرافيا التي تدفعه إلى التكيف معها في ملبسه ومسكنه وطعامه على سبيل المثال .

وقد حدد كل من ميللر ودولارز شروط التعلم في :

1 - المثيرات .

2 - الموجهات .

3 - الاستجابات .

4 - المكافآت .

فالطفل مثلا ً يرغب في الحصول على انتباه والديه (مثير) فيرى أباه يتصرف بطريقة معينة ، أو يمارس هواية أو يعتمد نمط لباس معين ( موجه ) فيحاول التشبه بوالده وطريقة تصرفه ( استجابة ) يرضى عنه أبوه ( مكافأة ). وفقا ً لهذه النظرية هناك اربع عمليات متداخلة في عملية التعلم بالملاحظة حسب باندروا وهي :

أ - الانتباه ( الذي يسبق التعلم ) اذ يلاحظ أن الطفل يركز اهتمامه وانتباهه على كثير من الامور والتي نراه لاحقا ً يحاول التعبير عن معرفته بها .

ب - عمليات الذاكرة والحركة ( في عملية التعلم ) يقوم بحركاته وفقا ً لما يتذكره ويحفظه .

ج - التمرن على الآداء ( عن طريق المشاهدة والمتابعة للآخرين )، اذا تمت مراقبة طفل دون لفت انتباهه سنجده في أحيان كثيرة يردد عبارات أو أغاني أو ألفاظا ً سمعها سابقا ً أو يقوم بحركات شاهدها من قبل .

د - الواقعية ( القوى التي تدفع الانسان للتعلم ) واجمالا ً فإن قوة الحواس لديه وقدراتها ستساعده وتدفعه نحو التعلم وتطوير مهاراته أكثر .

تسعى الاسرة التي يعيش فيها الطفل عادة الى مساعدته لتطوير مهاراته والتعلم اكثر من اجل اندماجه وتكيفه الاجتماعي بصورة أسهل . وبالضرورة ، فإن ما تمارسه هذه الأسر مرتبط بشكل أساسي بثقافة الوسط الاجتماعي الذي تنتمي اليه ، وتعمل على جعل الفرد فيها عنصرا ً من عناصر هذا الوسط . وعملية التعلم الاجتماعي التي تحصل في الأسرة ، تساهم في تكوين « الأنا » والتوافق والتثقيف الاجتماعي ، وفي انتقال الثقافة من جيل إلى آخر . وتتم هذه العملية من خلال إكساب الفرد سلوكا ً ومعايير واتجاهات وأدوارا ً اجتماعية معينة تمكنه من التوافق الاجتماعي . كما أن ذلك سيكون مرهونا ً بنوع السلطة وكيفية استخدامها في تربية الافراد وتعليمهم .

يتعلم الطفل في الأسرة التخاطب من خلال لغات مختلفة ، كالتخاطب الجسدي مثل : الإيماء ، والابتسامة ، والعبوس ، والضحك ، والبقاء واشارات اليد، والتخاطب اللساني ، من خلال تعليمه النطق والكلام وفقا ً للغة الأسرة ومعارفها .

ج - نظرية الدور الاجتماعي

تركز هذه النظرية على مكانة الفرد الاجتماعية التي تتناسب مع الدور المفترض القيام به . ووفقا ً لهذه النظرية يتم تعلم الدور عن طريق التلقين والترشيد ، الذي يتلقاه الفرد في مراحل حياته المختلفة ، وخصوصا ً منها مرحلة الطفولة ، اذ يقوم الأهل بتعليمه كيفية تناول الطعام وآداب المائدة والالتزام بالآداب وكيفية التصرف وفقا ً للأوقات والمناسبات وذلك بما يتناسب وعمره وجنسه ودوره ومكانته . ويحدد « جورج ميد » نمو الفرد ودوره الاجتماعي بمراحل ثلاث ، هي :

1ـ مرحلة الإعداد ، يقلد الطفل فيها كل ما يراه .

2ـ مرحلة اللعب ، يلعب الطفل خلالها ادوارا ً معينة مثل دور المعلم أو المعلمة .

3ـ مرحلة اللعب المنظم ، يتضمن اللعب المنظم بعض المعايير من خلال التفاعل الاجتماعي مع جماعة الرفاق في الحي أو المدرسة أو في العائلة ... الخ .

ويعر ّ ف علماء الاجتماع الدور بأنه الجانب الدينامي لسلوك الفرد والذي يشتمل على منظومة من الافعال المطابقة لوضعية اجتماعية محددة . ويعد تعريف « جوردن ألبرت » من أبرز التعريفات الخاصة بتحديد الدور إذ يعر ّ فه « بأنه ما يتوقعه المجتمع من الفرد الذي يحتل مكانا ً معينا ً داخل الجماعة ». ويعرفه « كوثريل » « بأنه سلسلة من الاستجابات المترابطة التي يقوم بها الفرد في المجتمع ».

وكما تبين هذه النظرية وتعريفات علماء الاجتماع ، فإن سلوك الفرد ينتظم في سلسلة من الأدوار الاجتماعية التي يمارسها في اطار حياته الاجتماعية : كدور الطفل ، الصبي أو البنت ، و الأب ، والمعلم ، والموظف ، و الأخ ، أو الأخت ، و المثقف ... الخ . ويلاحظ أن منسق الادوار يختلف من مجتمع إلى آخر ، ومن ثقافة إلى أخرى .

وفي هذا السياق يميز « ألبورت » أربع خصائص اساسية للدور هي :

أ ـ توقعات الدور : وهي أنماط سلوكية تحددها ثقافة المجتمع . ويتمثل ذلك في ما حدده المجتمع نفسه لبعض الادوار : دور الأم ، الاب ، الجندي ، الحاكم ، المعلم ، التلميذ والموظف ... الخ .

ب ـ تصور الدور : ويتمثل ذلك في وعي الأفراد لمتطلبات الدور وأنماط السلوك الذي يترتب عليهم القيام به في إطار المركز أو المراكز الاجتماعية التي يحتلونها .

ج ـ تقبل الدور : ويتمثل ذلك في مدى قبول الأفراد او رفضهم للأدوار التي يقومون بها ، فالتلميذ قد يكون كارها ً للدور الذي يقوم به مثلاً ...

د ـ أداء الدور : ويتمثل ذلك في مدى حماس الأفراد للقيام بأدوارهم المهنية والطبيعية .

ويرى ألبرت أن توقع الدور يتحدد اجتماعيا ً، أما تقبل الدور فيتحدد فرديا ً.

د - النظرية المعرفية الاجتماعية

تهتم هذه النظرية بدراسة عمليات الاستدلال العقلي لدى الأطفال في حل المشكلات المنطقية ، فالعمليات العقلية التفكيرية لدى الأطفال تمر بتغيرات في أثناء النمو . وهذه التغيرات كيفية يمكن التنبؤ بها .

والنمو يسير في اتجاه تقدمي دائما ً ويعتقد جان بياجيه أن الأطفال أنفسهم يؤدون دورا ً إيجابيا ً وفاعلا ً في عملية التنشئة الاجتماعية ، وهناك نوعان من الأحكام الخلقية عند الأطفال :

الصفحات