أنت هنا

قراءة كتاب مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013)

مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013)

كتاب " مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013) " ، تأليف رجا سعد الدين ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

ثانياً: في العوامل الداخلية

أ - وجود البنى الاجتماعية المتخلِّفة، بسبب بقاء معظم الدول العربية ومنها لبنان، في إطار التبعية للامبريالية اقتصادياً وسياسياً، ممّا أدّى إلى تشويه الوعي الاجتماعي لفئات واسعة من السكان، وإلى عدم وجود طبقة عاملة قوية وممركزة، وإلى استمرار انتشار واتساع فئات اجتماعية فقيرة ومعدمة، وازدياد عدد البرولتياريا «الرَّثة» بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتجددة باستمرار، وانتشار البطالة والأميّة.

إن هذا الواقع الاقتصادي – الاجتماعي للجماعات البشرية، يشكل تربة خصبة لانتشار الأيديولوجيا الدينية، وللتعصب الطائفي والمذهبي، خصوصاً إذا توافرت عوامل أخرى مساعدة كالحرب الأهلية، وما رافقها من مجازر وتهجير واقتتال طائفي ومذهبي.

ب: عدم تمكن البورجوازية من تحقيق أهداف الثورة البورجوازية الديمقراطية على الصعيدين الوطني والقومي، وسعيها الحثيث إلى تدمير نقيضها أي الحزب الثوري، وإضعاف حلفائه الطبقيين والقوى السياسية المعبرة عن مصالحهم.

ج: فشل القوى الثورية العربية في رسم وتحقيق استراتيجية ثورية متكاملة، بجميع جوانبها السياسية والتنظيمية على الصعيدين الوطني والقومي، ممّا أفسح في المجال أمام التيارات الدينية القائمة لاستغلال هذا الفراغ السياسي والتنظيمي، والتحرك وسط جماهير شعبية واسعة، مهيّأة بفعل الأزمات التي تعيشها، لتقبل أي طرح «ديماغوجي» ذي طابع طائفي وحتى مذهبي للخلاص - وإن كان وهماً – من الأزمات التي تتخبط فيها وبخاصة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

إن جدلية العلاقة بين العوامل الخارجية والداخلية، ساهمت ولا شك في نمو التيارات الدينية في المنطقة العربية بشكل عام، وفي لبنان بشكل خاص. من هنا، يرتدي النضال من أجل تعزيز قدرة العامل الذاتي لدى القوى السياسية ذات المصلحة في التغيير الثوري، وضرورة الارتفاع به إلى مستوى نضوج الظروف الموضوعية للعملية الثورية؛ إن هذه المسألة تتطلب - أول ما تتطلب - أن تحتل الطبقة العاملة وحزبها في الحركة الثورية العربية وعلى مستوى كل بلد عربي، موقعهما الطليعي والطبيعي في قيادة العملية الثورية، من خلال تحالفهما الطبقي الوطني الثوري مع القوى الوطنية والقومية. عندئذٍ وفي غمرة هذا النضال الثوري تجري عملية الاستقطاب الطبقي، وتتحدد الاتجاهات الأساسية لعملية الصراع وتتحرر جماهير شعبية واسعة ومن ضمنها جماهير الطوائف المختلفة من قياداتها الفاشية والطائفية والمذهبية، فتنفتح آنذاك الآفاق واسعة ورحبة أمام الثورة الوطنية الديمقراطية، التي تؤمّن العناصر الضرورية لقيام الحكم الوطني الديمقراطي في لبنان، والبديل العلماني الديمقراطي في سائر البلدان العربية.

معهد العلوم الاجتماعية، موسكو 20/9/1987

الصفحات