أنت هنا

قراءة كتاب مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013)

مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013)

كتاب " مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013) " ، تأليف رجا سعد الدين ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

المؤتمر الوطني السادس وعملية

التجديد في الحزب الشيوعي اللبناني((3))

في النصف الأول من شهر كانون الثاني سنة 1992، انعقد في بيروت، المؤتمر الوطني السادس للحزب الشيوعي اللبناني في ظل الانهيارات السريعة للأنظمة الاشتراكية في كل من أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي، وفي ظل نقاشات واسعة على مختلف المستويات الحزبية، اتسمت جميعها بالصراحة والعلنية، واستهدفت إخراج الحزب من الصعوبات التي كان يعانيها، بسبب ما كان قائماً في الخارج من جهة، وبسبب ما آلت إليه الأمور الداخلية بعد حرب أهلية طويلة ومعقدة من جهة أخرى.

إن العوامل التي دفعت بالشيوعيين للانخراط في العمليات الأولى للتحضير للمؤتمر، كانت متعددة ومتداخلة، إلى حد يمكننا القول بأن أهم هذه العوامل كان الحرص على استمرار الحزب قوةً سياسية فاعلة، في الحياة السياسية اللبنانية، وبالتالي الاستمرار فيه حفاظاً على الذات السياسية والمعنوية لكل عضوٍ من أعضائه.

في ظل هذه الأهداف الكبيرة والهامة، وفي ظل قناعة المشاركين في التحضير للمؤتمر، وقناعة المؤتمر بالذات، بأن هذه الأهداف يمكن أن تتحقق، عن طريق التجديد في الحزب (فكراً وسياسة وتنظيماً)، خصوصاً وأن التجديد والتطور خاصتان ملازمتان للثوريين وحزبهم. فقد خرجت المقررات الأساسية للمؤتمر لتعبِّر عن رغبات وأحلام وطموح الشيوعيين... وللمضيِّ قدماً على طريق المساهمة في بناء وطنٍ موحد، ديمقراطي، تتحقق فيه السيادة الوطنية والسلم الأهلي والعدالة الاجتماعية...

لكن ما الذي يدفعنا لأن نعود إلى المؤتمر السادس في هذه الفترة بالذات؟ ولعملية التجديد التي بُحثت وأقرّت فيه؟؟

إنه التأكيد على أهمية هذا المؤتمر، وبما طُرح فيه من أمور تجديدية في مجالات الفكر على مختلف المستويات الفلسفية، والاقتصادية والسياسية، وفي مجال السياسة بما هي خطة وبرنامج يتناولان الشؤون الوطنية والقومية والعالمية، وفي مجال التنظيم بما هو إطار يساهم في تفعيل الخطة والبرنامج بما يتفق واستراتيجية الحزب الكبرى.

إن هذه الأمور المثبتة في وثائق المؤتمر، تتطلب العودة إليها، والاطلاع عليها، ودراستها دراسة تاريخية. خصوصاً وأن الحزب قد دعا في الأيام الأخيرة للتحضير إلى عقد مؤتمر استثنائي لنقاش أمور بالطبع ستكون محددة، لكن في معظمها أمور قد تطرق إليها المؤتمر السادس في التداول والبحث واتخاذ المقررات والذي يعتبر – أي المؤتمر السادس – برأيي أنه أنجز ما يمكن إنجازه في فترة انعقاده من حيث إطلاق العملية الديمقراطية في حياته الداخلية، وفي كيفية ومستوى ومدى التعاطي السياسي للشيوعيين مع الآخرين. هذا إلى جانب إنجاز آخر في مجال إقرار الفهم العلمي الحقيقي – التاريخي – النسبي للنظرية وبالتحديد للماركسية. أما في مجال السياسة والتنظيم، فقد طرحت في المؤتمر أبحاث هامة وعميقة أُقرت فيها بعض القضايا، وأخرى لم تُقَر، وهي الآن جميعها (النظري والسياسي والتنظيمي) مع ما حملته الأشهر التسعة التي تلت المؤتمر من أحداث كثيرة، على المؤتمر السابع الاستثنائي للحزب أن ينظر إليها، وهذه المرة من موقع تجديدي رسمه وأكَّده وحدَّده إلى حد كبير المؤتمر الوطني السادس للحزب، ومنحته الحياة بأحداثها وتنوعها المناعة والقوة.

النداء، عام 1992

الصفحات