أنت هنا

قراءة كتاب أسرار ثورة بشامون في مفكرة سفير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أسرار ثورة بشامون في مفكرة سفير

أسرار ثورة بشامون في مفكرة سفير

كتاب " أسرار ثورة بشامون في مفكرة سفير " ، تأليف نجيب البعيني ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

قصة الاستقلال

قلنا أكثر من مرة، وبصوت عالٍ، وبوثائق وأسانيد، وشهادات عيانيّة: لا يمكن أن تمرّ «ذكرى الاستقلال» في لبنان دون أن نذكر اسم أديب البعيني بطل الاستقلال الحقيقي، مع خالص محبتنا وتقديرنا للذين شاركوا في صنع التاريخ. وكانت لهم اليد الطولى في معركة نيل الاستقلال الظافرة.

تمرُّ الذكرى الـ 69 ونحن في مرارة وأسى على الذين كابدوا وناضلوا واستشهدوا، وكانت لهم بصمات خالدة في تاريخ لبنان لا يمكن نسيانها أو تجاهلها والتي كان لها تأثير كبير في مجريات الأمور في لبنان، هذا البلد الصغير الحجم في مساحته والقليل السكان في عدده، ولكنه كبير عظيم بأهله الأشاوس ومواطنيه الشرفاء الذين عاشوا في تلك الفترة العصيبة التي مرّت بها البلاد، وكان لهم شرف المساهمة في أن يكونوا جنوداً مجنَّدين لوطنهم وللأرض التي أنبتتهم فانتشروا في تلك الهضاب من «عيناب» إلى «عين عنوب» إلى «بشامون» إلى «سرحمول»... هذه الهضاب والوديان والتلال كان لها استقبال لرجال الاستقلال وأبطال الاستقلال في بلدة «بشامون». التي كانت المركز الرئيسي لتلك القرى والبلدات التي آمنت بهذا الوطن، حرّاً سيِّداً مستقلاً. وكان لهؤلاء المميزين شرف الذود عن هذا الوطن بجميع فئاته وأحزابه وطوائفه ومذاهبه في كل صقع ومن كلّ حدب وصوب وكلّ شبر من أرضنا الحبيبة العزيزة.

لبنان واستقلاله كان في أزمة خانقة عصيبة. الكلّ انتفض والكلّ كان على أهبة الاستعداد للدفاع عن أرض الوطن... كلّ حسب إمكاناته وطاقاته. بعضهم حمل فأساً أو بندقية أو مسدساً أو سكنياً أو ساطوراً... فالكلُّ يريد أن يدافع عن أرض الوطن وتربته!

لبنان واستقلاله في خطر! فأين الهمم والسواعد؟ أين وسائل الدفاع عن أرض الوطن.

الصحف أشادت بجهود السياسيين المعتدلين وأجهزة التلفاز باركت جهودهم كذلك. ولكن قاعدة العمل الحقيقي، أو الثورة التي انطلقت من بشامون لم يُحكَ عنها... ولا عن الاستعدادات كلها التي قامت هنا وهناك وهنالك... لم يشر إليها بالبنان، فلماذا؟ لقد كتب بعضهم عن أولئك المجاهدين بشكل خجول ولكن لم يشر إليهم بالبنان ولم يفصح عنهم باللسان والجنان.. لماذا؟

لقد كان من بين أفراد الحرس الوطني في بشامون رجل عُرف ببسالته وقوته وقدرته وشجاعته اسمه: أديب البعيني، أحد القادة الذين قاتلوا من أجل لبنان واستقلاله وحريته!

عندما سقط سعيد فخر الدين شهيداً قرب «البركة» وأراد أديب أن يثأر له رمى نفسه في «البركة». وكانت المياه تطفو عليها وفيها... سعيد هو رجل الاستقلال الحقيقي الذي سقط على مرأى بعض أفراد الحرس الوطني، وأمام ناظري أديب البعيني. والذي رأوه قد انتحى جانباً بعد مصرعه بثوانٍ. فسأله الشيخ منير تقي الدين:

ـ لماذا تبكي يا أديب؟

فأجابه أديب والدموع حزينة تترقرق في عينيه:

ـ أيستشهد رفيقي سعيد فخر الدين وأبقى أنا حيَّاً؟!

كان أديب يطلق من رشاشه الرصاص من «البركة» في كل جانب ثأراً لرفيقه سعيد فخر الدين. وقد رمى بجسمه في «البركة» لأن الرصاص لا يخترق المياه وهو محاط من كل جانب. فيستطيع أن يطلق الرصاص بكل حرية في كل ناحية وفي كل اتجاه!

الصفحات