أنت هنا

قراءة كتاب غدا يزهر نيسان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
غدا يزهر نيسان

غدا يزهر نيسان

كتاب " غدا يزهر نيسان " ، تأليف لميس العبد الله فرحات ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

ـ حكاية الأرض...حكاية أرض فلسطين المسلوبة....

تعجب الوالد من كلام سارة، ربت على كتفها وقال: "أصبحت الآن فخوراً بك كثيراً، حكاية استرجاع الأرض من يد العدو حكاية يطول شرحها، مضى عليها زمن طويل ولكننا بايماننا وايمان اخواننا الفلسطينيين والعمل المقاوم سننتصر بإذن الله...".

ـ "أبي أريد أن أطلب منك أمراً مهماً أرجو أن تلبيه لي...".

ـ ما هو هذا الامر يا سارة قولي بالله عليك هل هو صعب التحقيق؟

ـ لست أدري يا أبي ان كان الأمر صعباً عليك، لكنني لا أظن ذلك.

أريد أن أتقن استعمال السلاح، فأستطيع عندها أن أنضم إلى جيش المقاومة وأدافع عن وطني من الأعداء.

ـ هذا عمل مخصص للرجال يا ابنتي، العمل المقاوم يتطلب عناء كبيراً وانت لا تتحملين ذلك.

إن شاء الله سأعلمك على استعمال السلاح للدفاع عن النفس فقط، ولكنك تستطيعين مساعدة المقاومة عندما تكبرين أكثر، تقومين مثلاً بعمل إنساني، تساعدين المصابين بالحرب.

عليك أن تتعلمي المبادىء الأولية في التمريض، فتقومين بأعمال الإسعاف إذا أمكن....

إن شاء الله عندما تبلغين سن الرشد، نكون قد قضينا على هؤلاء الأعداء وطردناهم من الأراضي المحتلة.

إياك يا سارة أن تتكلمي مع رفيقاتك في هذا الأمر أبداً، فهناك الكثير من المخربين والمتعاملين مع العدو الإسرائيلي في هذه البلدة وفي جوارها أيضاً.

فمنذ مدة داهم العدو منزل الحاج ابراهيم الذي يقع في أطراف القرية، فاقتادوه مع ابنه أحمد وزجوهما في الجيب العسكري، ثم أخرجوا زوجته وأولاده الصغار من البيت وبعد ذلك نسفوه من أساسه....

كوني واعية يا سارة ولا تتحدثي بأمر المقاومة مع أحد.

سمعاً وطاعة يا أبي...

بعد هذا الحوار مع سارة اطمأن بال الأستاذ شكيب من ناحيتها، وتيقن أنه إذا استشهد يوماً ما ستستوعب سارة الخبر السيء ولا تنهار أبداً.

كان الأستاذ شكيب يعمل بصمت، وبشكل سري تام، يتصل من حين لآخر ببعض أفراد المقاومة الإسلامية في الضاحية الجنوبية من بيروت، فيتلقى المعلومات اللازمة، وفي إحدى الليالي استطاع أن يهرّب كمية لا بأس بها من السلاح والمتفجرات في وقت متأخر من الليل فساعده رفاقه في وضعها في أحد الملاجىء. وفي الصباح الباكر تسلل مع من دخل إلى البلدة من المقاومين إلى ساحة القرية وأنزلوا العلم الإسرائيلي وداسوه في الأرض بنعالهم ثم رفعوا العلم اللبناني مكانه ورايات المقاومة.

استيقظ أهالي بلدته على صوت التكبير والتهليل فزحفوا إلى الساحة ليتبينوا الأمر.

ملأت الفرحة قلوبهم وهم يرون العلم اللبناني يرفرف عالياً ورايات النّصر تتناغم في الهواء مع علم لبنان.

ولكن لم تدم الفرحة طويلاً، فقام بعض العملاء وطاردوا شبان القرية، وتم القبض على بعضهم وزجوا في سجن الخيام للمحاكمة والتعذيب.

كل ذلك لن يثنيهم عن عملهم المقاوم بل ازداد إيمانهم بقضيتهم في الدفاع عن الأرض وتحريرها.

وكثيراً ما تمنت سارة لو كانت مع هؤلاء المقاومين النبلاء، وذلك لتؤدي واجبها الوطني على أكمل وجه.

منذ ذلك الحين ازداد إيمانها بالمقاومة وأخذت تواظب على دروسها بجد ونشاط لكي تنتهي من المرحلة المتوسّطة ثُمَّ الثانوية، عندها يتسنى لها دخول الجامعة ومتابعة تعليمها.

الصفحات