أنت هنا

قراءة كتاب غدا يزهر نيسان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
غدا يزهر نيسان

غدا يزهر نيسان

كتاب " غدا يزهر نيسان " ، تأليف لميس العبد الله فرحات ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

تقول سارة: بعد الانتهاء من تلك المرحلة سأصبح راشدة كما قال لي والدي، وأطلب منه أن يحقق لي حلمي الذي لايزال يراودني أي التدرّب وإتقان استعمال السلاح، فأدافع عن نفسي إذا لزم الأمر، وأيضاً أستطيع مساعدة المرضى المصابين بسلاح العدو الغادر والوقوف إلى جانبهم، بعد أن أنجز الدورة التدريبية في الدفاع المدني.

كادت الساعة تقارب الثانية عشرة ليلاً، وسارة لاتزال منهمكة في حل بعض المسائل الحسابية الشائكة، لأن موعد امتحان نصف السنة قد أصبح وشيكاً.

وفجأة سمعت دوياً قوياً ينبعث من الخارج، فتبينت بعد قليل أنه القصف المدفعي من قبل العدو الصهيوني الذي حط رحاله في تلك الليلة على قريتها الحبيبة على قلبها.أما الطقس فكان رديئاً جداً في الخارج، وخصوصاً أن فصل الشتاء في ذلك العام قد حل مبكراً، فتميز بشدة البرد وكثرة الثلوج الناصعة البياض.

لم تميز سارة حينها القصف المدفعي من صوت الرعد ووميض البرق، إذ هبت عاصفة ثلجية مصحوبة بموجات من البرد القارس، خصوصاً وأنّ البلدة تشرف على واد سحيق فترسل الرياح صفيرها من قعر الوادي وكأنها أصوات غربان شاردة من بندقية أحد الصيادين.

أخذت تردد: الله أكبر ألا يكفي القصف المدفعي؟ حتى العاصفة لم ترحمنا في هذا الليل الرهيب. إنني أحس أن البيت سيقتلع من جذوره.

استيقظت أمُّها على صوت الرعد والقصف المدفعي فأخذت تتفقد الأبواب والنوافذ فتقفلها بإحكام خوفاًً من دخول المطر والرصاص إلى الدار.

تفقدت زوجها في غرفة المكتب، لكنها لم تجده فسألت سارة عنه قائلة :

ألم يأتِ والدك بعد؟

_ " أين يكون في هذا الوقت المتأخر يا ترى"؟

لست أدري يا ابنتي، ربما يكون مع أصحابه، لا خوف عليه.

دخلت سارة غرفتها وهي تتثاءب من شدة النعاس، وما كادت أن تدخل سريرها حتى سمعت ضربات قوية على الباب، فهلع قلبها خوفاً، وأحست أن مكروها قد حصل لوالدها، نادت أمها بصوت عال وهي ترتجف، أمي أمي..... هدأت الأم من روعها، ثم اتجهت نحو الباب والأفكار تتزاحم في رأسها. قالت في نفسها: من يطرق الباب في هذا الوقت المتأخر يا ترى؟

ليس من عادة شكيب أن يفعل ذلك لأن لديه مفتاح البيت....

وبيد مرتجفة من شدة الخوف فتحت الباب قليلاً، وإذ بها ترى رجلاً ماثلاً أمامها بلباسه العسكري وبوجهه المكفهر.... فتبين لها أنه صديق زوجها الحاج "محمد"، وهي تعرف جيداً أنه مقاوم ومجاهد ناجح...

دب الخوف في قلبها، وأخذت تنظر إليه بعينين دامعتين واسعتين كأنها تبحث عن شيء في داخله.

تقدم نحوها، ثم قال: السلام عليك يا أم سارة.....

الصفحات