قراءة كتاب غاستون باشلار - نحو نظرية في الأدب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
غاستون باشلار - نحو نظرية في الأدب

غاستون باشلار - نحو نظرية في الأدب

كتاب " غاستون باشلار - نحو نظرية في الأدب " ، تأليف سعيد بوخليط ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

[II]

ينقسم العمل الذي بين أيدينا إلى ثلاثة أقسام:
1) ترجمات.
2) مقاربات نقدية.
3) حوار.
جاءت المقالة الأولى في قسم ترجمات تحت عنوان: «غاستون باشلار والشعراء»، وهي بقلم الشاعر لوي غيوم (Louis Guillaume) . مقاربة تشكل في حقيقة الأمر، شهادة مثيرة عن حياة وشخصية باشلار، وإظهاراً لمختلف اهتماماته.
وصف غيوم باشلار بكونه "شعلة كبيرة"، أضاءت فكر زملائه وتلامذته. لقد عمل دائما على تشجيع الفنانين الشباب، وهو يضع أعمالهم نديا مع أعمال شعراء كبار.
اتجه اهتمام غيوم بالخصوص إلى "الموجهات الحلمية" التي جاء بها كتاب التحليل النفسي للنار (La psychanalyse du feu) وكذا أحلام اليقظة المرتبطة بوضعيات الإستراحة أو الإرادة، محيلا في هذا الإطار على كتابي: شاعرية المكان (La poétique de l’espace) و شعلة قنديل (La flamme d’une chandelle) .
المقالة الثانية، والتي اختار لها صاحبها جون لبيس (Jean Libis) عنوان "الفيلسوف والشاعر"، تتمم بشكل جيد إشارات غيوم. لقد حاول أن يشركنا في بعض مقاطع الرسائل التي تبادلها باشلار مع غيوم، وهي بالمناسبة وثيقة ثمينة جداً، تظهر بشكل واضح كآبة باشلار طاعن في السن، وهو يسترجع مسيرته الفلسفية الطويلة.
هكذا يعترف باشلار للشاعر، بأن قراءة القصيدة وحلم اليقظة الذي توحي به، هو ما يشكل حقا أكبر مباهج حياته الروحية.
بالتأكيد، "القوة الدراماتيكية" لأفكار باشلار حول احتمال الوجود ظهرت بالفعل من خلال المضمون النوستالجي لـ: شاعرية المكان (La poétique de l’espace) وخاصة مقاطع من شعرية النار (Les fragments d’une poétique du feu) ، ثم كتابات أخرى جاءت في المراحل الأخيرة لحياته، مظهرا كذلك رغبته في أن يبين لنا العلاقة بين الأفراد والنباتات من خلال سبر ذكريات تثيرها روائح الطبيعة "ستكون منبعا لرغبات وأشواق لا نهائية".
لا يتأتى الاهتمام فقط هنا من روح الشاعر المبدعة، ولكن كذلك من روح القارئ التي تستوحي القصيدة، حتى يوقظ في نفسه ذاكراته وقواه الروحية.
المقالة الثالثة في قسم ترجمات دائما، وهي للباحث مارسيل شيتل، (M.Schaeltel) فإنها تتمم وبشكل منطقي، الشهادتين السابقتين. من خلال مقاربته: "باشلار والشعراء: حول صورتين للوي غيوم"، توخى مارسيل شتيل إذن، الحديث عن توظيف باشلار لمجموعة من صور الشعراء وخاصة تلك التي جاءت بها قصيدة غيوم.
باشلار "قناص وجامع للصور"، لكن مع ذلك يصعب الفصل في تفضيلاته الشعرية، نظرا لانتقائيته الفكرية والتي ميزت كذلك إبستمولوجيته العلمية.
الاختيار الأدبي لهذا الفيلسوف، يذهب على سبيل المثال من ريلكه (Rilke) وبودلير (Baudelaire) وبوسكو (Bosco) وبو (Poe) ، وشار (Char) إلى بروتون (Breton) ...، توخيا لمراكمة مجموعة من الكلمات أو جمل تتسامى بعقلانية المجازات، وتعطيه منفذا على صور شاردة وملتبسة تتأتى لروح الذات الحالمة.
أخيرا، فإن إطلالة الباحث عمور الشارني (Amor Cherni) علينا بـ: "باشلار والعرب"، قربتنا من الحضور "المحدود لكن العميق" لكتابات باشلار في العالم العربي. يمكنني القول ودون مبالغة، أن هذه المقالة تشكل مرآة لتناول باشلار في العالم بأكمله.
انطلاقا من تحليل ثاقب جدا، سيظهر الشارني تعددية النظر إلى باشلار لصالح مؤسسات ومن خلال موضوعات مختلفة جدا. هناك على سبيل المثال، باشلار الثانويات ثم تدريس باشلار أو البحث في باشلار داخل الجامعات، وكذا باشلار الجمهور ارتباطا بتعريبه وإشعاعه خارج المدرسة....
يظهر الشارني تذمره بشكل معقول تجاه "تآليف لكن دون معرفة كبيرة" وانحصار الاهتمام الذي يثيره باشلار عند الجمهور، وكذا تباعد المعايير بين أولئك الذين يقرؤون بالعربية، والذين يكونون في غالب الأحيان خاضعين لسلطة المترجمين. ثمة مفكرون آخرون -التونسيون بالخصوص- ينجزون جل أبحاثهم من أجل الميتريز والدكتوراه باللغة الأصلية لنصوص باشلار أي الفرنسية.
إلى جانب هؤلاء، توجد كذلك فئة حولت باشلار إلى مجرد أداة لاستهلاك جامعي دون إدراك فعلي وحقيقي لرسالته التحررية.
القضية الكبرى التي يطرحها الشارني، هي هذا النزوع داخل العالم العربي من أجل تأويل باشلار عوض "تركه هو نفسه يتكلم".

الصفحات