قراءة كتاب غاستون باشلار - نحو نظرية في الأدب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
غاستون باشلار - نحو نظرية في الأدب

غاستون باشلار - نحو نظرية في الأدب

كتاب " غاستون باشلار - نحو نظرية في الأدب " ، تأليف سعيد بوخليط ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

[III]

يبدأ قسم "المقاربات النقدية"، بقراءة الباحث سعيد بوخليط، لكتاب التحليل النفسي للنار (La psychanalyse du feu) ، مظهرا لنا بأن هذا العمل يمثل رغبة باشلار ـ مسألة تم التأكيد عليها قبل ذلك في كتاب "تشكل الفكر العلمي: مساهمة في تحليل نفسي للمعرفة الموضوعية"- في تأويل وثائق ماضي العلم بمناهج يقدمها التحليل النفسي للاوعي.
لقد تكلم باشلار هنا عن العوائق التي تحدثها المعرفة الأولى أمام المعرفة العلمية، وكذا قوة حضورها في لاوعي الكائن الإنساني. هكذا تشكل النار مثلا، حالة نموذجية وجذرية عن الشيء الذي يصمد أمام كل تموضع (Objectivation) نظراً لعلاقتها الوثيقة مع مجموعة من العقد الشخصية والثقافية بل والكونية.
إن "عقلا نقديا"، يمثل إذن ضرورة ليس فقط بالنسبة لحالات كهاته يكون فيها اللاوعي أكثر قوة، وينعكس بشكل مباشر على المعرفة (كما هو الحال مثلا مع الخيمياء) ولكن كذلك بالنسبة لكل الأشياء التي يؤسسها العلم المعاصر.
العمل الثاني في هذا القسم، يتعلق بإعادة قراءة كتاب: غاستون باشلار: عقلاني رومانسي (Gaston Bachelard: un Rationaliste romantique) والذي اعتبره (J.J. Wunenburger) في تقديمه لهذا العمل، بأنه يمثل بالتأكيد مدخلا لحياة وكذا عمل غاستون باشلار.
الفصل الأول كتبه، باسكال نوفل (P. Nouvel) تحت عنوان: "غاستون باشلار، فيلسوف فائض"، إشارة إلى اشتغال باشلار في بداية حياته بمكاتب البريد.
نلاحظ هنا، نفور باشلار من سلطة المجازات البرغسونية، مع افتتان مجموعة من معاصريه بمفاهيم مثل "معطيات الوعي" والطاقة الحيوية".
وأشار باسكال نوفل، إلى طبيعة تفاعل باشلار مع وجودية جان بول سارتر، وكذا موقفه المزدوج نسبيا حيال فينومينولوجيا موريس ميرلو-بونتي. ثم انتقل بنا، إلى مواقف بعض المفكرين المعاصرين لباشلار، والذين أثروا فيه كما هو الحال مع جان هيبوليت (J. Hypolite) . أو على العكس، أثر فيهم باشلار بشكل قوي كما هو الحال مثلا مع جورج كانغليم (G. Canguilhem) ، وميشيل فوكو (M. Foucault) أو لوي ألتوسير (Louis Althusser) .
أحال باسكال نوفل كذلك على أعمال باشلار، خاصة تلك المتعلقة منها بالنقد الأدبي لإظهار أن مشروعه توخى الوقوف على هذه "السيادة الشعرية المستقلة، حيث الكلمات صور كذلك".
في الفصل الثاني من كتاب غاستون باشلار: عقلاني رومانسي ، توخى جون ليبيس (J. Libis) بمقالته "جانوس والمالنخوليا" تحطيم الأسطورة التي تؤكد على انفصال وتباعد بين الإبستمولوجيا العلمية لباشلار وكذا نقده الأدبي. حيث استند الباحث، وضد النزوع التأويلي المألوف، على "توتر داخلي" ظل يحكم باستمرار المشروع الكلي للفيلسوف.
كما تحدث ليبيس عن الانتقائية والتفضيلات الأدبية والفلسفية لبشلار، واستحضاره بالأخص لأسماء مثل: شوبنهاور (Schopenhauer) وكانط (Kant) وهوسرل (Husserl) ونيتشه (Nietzche) ويونغ (Jung) .... وقد أثروا ربما في الخاصية "المضطربة" و"الدراماتيكية" لإبستمولوجيته.
لكن ما يثيره الانتباه في هذا الفصل بشكل خاص، هو الإدراك المستخلص من أعمال باشلار حول الخيال المبدع وتحليله النفسي للإبداع الأدبي، ولما اصطلح عليه ليبيس بـ "سعادة نادرة في الكتابة"، بالخصوص تلك التي ارتبطت بكتاباته الشعرية التي تتوافق مع "حرية الخيال".

[IV]

القسم الثالث والأخير من مقاربات الباحث سعيد بوخليط لفكر باشلار، جاء على شكل حوار أجراه معي بخصوص مستويات حضور العمل الإبستمولوجي لباشلار في أميركا الشمالية، انطلاقا من المجهود الذي أبذله حتى يشع هذا الفكر أكثر في أوربا وخاصة في النمسا وإيطاليا وكذا أميركا الجنوبية (البرازيل).
البحث في انفصال باشلار عن التقليد الوضعي، وتشابه بعض مواقفه الفكرية مع تلك التي جاء بها فلاسفته كـ: كارل بوبر (Karl Popper) ، وتوماس كوهن (Thomas Kohn) وميشيل بولاني، وكذا تبنيها من قبل البنيويين الاجتماعيين، يمثل كل ذلك جزءاً مهماً من المشروع الذي أقوده.
باختصار، يمثل العمل الحالي لـ "سعيد بوخليط" محاولة تستحق التقدير لإعطاء جمهور اللغة العربية نبذة عن حياة ومشروع غاستون باشلار وتقريبنا من تأملات، يمكنها أن تثير مفكري اليوم.
* Prof. Teresa Castelao-Lawless. Grand Valley State University USA. Avril 2004.

الصفحات