أنت هنا

قراءة كتاب صراع الجبر والاختيار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صراع الجبر والاختيار

صراع الجبر والاختيار

يرى الكاتب السعودي عبد الكريم بن سعيد العمري في مقاربته التأويلية للرمز الشعري عند حمزة شحاتة في كتابه «صراع الجبر والاختيار/ مقاربة تأويلية للرمز الشعري عند حمزة شحاتة» أن شعره يستمد أهميته من انشغاله بالهم الإصلاحي الذي لا ينفك عن تميز فني تؤكده لحظته الت

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
والأخرى: الغموض التاريخي الذي يحوط شخصية الشاعر؛ لقصور مصادر ترجمته عن تقديم أجوبة حاسمة لبعض القضايا التي تدفع إلى تبصُّرها النصوص، على أن المدوَّن من سيرة الشاعر أفضى إلى بروز تأريخ شفاهي لا تتوفر له صياغة توثيق منهجي، يضطلع بتفسيرات شتى لما سكت عنه المدون، ولا تغيب عن هذا التأريخ بشكليه فتنة الاستقبال التي فرضتها على معاصريه قوة الحضور الشخصي التي كان يمتاز بها الشاعر(7) ، وقد تسللت هذه الفتنة إلى قرائه الذين لم يطلعوا على الكثير من أدبه(8) ، وإلى بعض الدراسات التي قاربت أدبه، فأثرت في منهجية تناولها وموضوعية نتائجها(9) .
 
والقضيتان –كلتاهما- تتركان أثرًا يحد من القيمة الموضوعية المرجوة في الدرس العلمي، فبينا تشكل القضية الأولى معضلة تستدعي ابتكار الحلول، والسعي وراء مظان دفع هذا الخلل، يمكن أن تعد القضية الأخرى هامشية عند من لا يعير خارج النص كبير اهتمام، ومن مجموع القضيتين يمكن القول إن المدونة الشحاتية نص لم يكتمل، وعلى القارئ عبء تحريره وتأويله، فهو أشبه بالنسخة الأولى التي تستلزم معاودة كاتبها لما كتب تعديلا وتبديلا وإضافة وتزويرا، وعلى القارئ أن يقوم بذلك في مواجهة نصوص بعينها، وإذا كانت المدونة الشحاتية بهذه الصفة تتيح للمؤول حرية أكبر في اجتراح تآويل قد لا تتيحها المدونة المبيضة فإنها تشترط قارئا تفاعليا قادرا على الوفاء بشرطي تحرير المدون وتأويله.
 
ولم تسبق دراسة مستقلة للرمز في شعر حمزة شحاتة، وإنما كانت مناقشته ترد عرضا في الدراسات الأدبية التي كانت تنشغل بقضايا لا يشكل الرمز أولوية بينها، وسبر هذه الدراسات أملى استعراضها من وجهتين:
 
الأولى: سيرورة الفِكَر خلالها حول رمزية شعر حمزة شحاتة، وأول دراسة عرضت للرمز: (التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية) ، بتحليلها نماذج من شعره بعضها لم يرد في الديوان ضمن تقرير رمزية خاصة بأدب الجزيرة المصاب بالعقد والمركبات النفسية نتيجة كبت يعانيه الشعراء، وفي تأويلها لرموز حمزة شحاتة تلمح إلى غاية الحجب والإغماض الدافعة للترميز، وتصف رمزية الشاعر بالعموم لا الذاتية لأنها تشير إلى معنى عام وفكرة وطنية(10) ، وسرت بعض أفكار هذه الدراسة في دراسات بعدها على سبيل الإحالة المحايدة(11) ، أو البناء عليها لإصدار حكم قيمة فني، ودراسة (الخطيئة والتكفير) أبرز نموذج لذلك حين حاكمت الرمز في عدد من القصائد بالدافع إليه، ومادام الدافع اجتماعيًّا غير فني فإنه مجرد غطاء اضطراري لتمرير القصيدة إلى النشر، وعليه فإن تلك القصائد ليست من الشعر وهي نظم يمثل كبوة الجواد في شعر حمزة شحاتة(12) ، وفي فلك دراستي: (التيارات الأدبية، الخطيئة والتكفير) دارت رسالة الماجستير (أدب حمزة شحاتة- دراسة تحليلية) في بحثها الرمز تقنية أسلوبية، باستعراض سريع يصدر حكما على قيمته الفنية، وتصنيف ينسبه إلى الرومانسية، وتعليق يسير على بعض نماذجه اللغوية والأسطورية(13) .

الصفحات