يرى الكاتب السعودي عبد الكريم بن سعيد العمري في مقاربته التأويلية للرمز الشعري عند حمزة شحاتة في كتابه «صراع الجبر والاختيار/ مقاربة تأويلية للرمز الشعري عند حمزة شحاتة» أن شعره يستمد أهميته من انشغاله بالهم الإصلاحي الذي لا ينفك عن تميز فني تؤكده لحظته الت
أنت هنا
قراءة كتاب صراع الجبر والاختيار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
• الفصل الثالث: الرمز الطبيعي: ينبني الدرس في هذا الفصل على مفهوم انفعالي للعلاقة بين الشعر والطبيعة، استنادا إلى تصورات نفسية وظاهراتية ومذهبية تتوسم أبعاد اتصال الشاعر بالطبيعة، وهذا المفهوم يستدعي رمز الليل نموذجا محوريا يجلي طبيعة هذه العلاقة، ولتلك النموذجية مرجحات تعود إلى طبيعة المراجع الدلالية الثلاثة لهذا الرمز: الغريزية، والثقافية، والنصية، أما مسالك التأويل فقد تحددت ضمن مقولتين: أولاهما: المواءمة، ومبناها موقف انفعالي مشاكل لليل يستند إلى البعد الوجداني في صورتين بسيطة ومركبة، والمناوأة، ومبناها موقف انفعالي منازع لليل تبرزه لحظة مقاومة الوعي.
- المحور الثاني: الرمز وتحولات البنية: بني الفصلان الأخيران على رصد معالم التشكل اللغوي للرمز التي لم يستهدفها الدرس في الفصول الأول، وهي الصورة الشعرية، والمحور والسرد، على النحو التالي:
• الفصل الأول: رمزية الصورة الشعرية: يقوم الدرس في هذا الفصل على بناء مفهوم يفصل الصورة عن الرمز ليبين تحول الصورة إلى رمز لاشتمالها على نموذج دال، والإجراء يوضح بإسهاب أبعاد المفهوم، من خلال تحديد الصورة الشعرية /الرمز وتحليل بناها اللغوية، وتتبع حركة النموذج خلالها، ثم بناء سياقها الرمزي، عبر مقولة سياقية ذات فاعلية كبرى في فتح الآفاق وبناء الدلالات، تسهم في تشييد أنساق دلالية توثق وشائج بين بنى الدلالة في الديوان، وتحل عقدا شائكة فيها.
• الفصل الثاني: الرمزية المحورية والسردية: يحدد الدرس في هذا الفصل مسالك التأويل بناء على الوظيفة اللسانية للمحور والسرد، حيث تسهم الاستعارة والتجريد بوصفهما تقانتين أسلوبيتين مركبتين في بروز الوظيفة المحورية، كما يسهم أسلوب الحكي في بروز الوظيفة السـردية، والتفرع النظري للمحور والسرد معزز بقراءات تجلي الوظيفة الرمزية لهما.
- خاتمة تستعرض أبرز نتائج الدراسة.
والدراسة في منهجها تعتمد نمذجة نظرية معضودة بالإجراء الدال على كفاءة النموذج، حيث يتخذ الدرس وجهة نظرية تبتدئ من النص وتعود إليه، ولأن للدراسة نزوعا مفهوميا بنيويا مداره الرمز في مدونة شعرية ذات خصائص وسمات وجيهة ومتميزة كما وكيفا فإنها تفرض مقاربة تستند إلى منظورات مركبة تقترح نموذجا تحليليا بناء على مفاهيم نظرية تستمد من الحقل المعرفي الملائم لطبيعة النص، والقضية محل النظر، ثم تعزز هذه المنظورات بإجراء يستهدف إثبات المفهوم الأساس للنموذج، ثم يؤكد ذلك المفهوم باندياحه خلف التفاصيل والجزئيات المكملة له، وهذه المنهجية تقوم على التحليل بغية التركيب وإعادة البناء، وأدواتها التحليلية مقصورة على ما يستدعيه الإجراء من حقول الدراسات اللسانية والنقدية والبلاغية والأسلوبية، وهذا القصر يحررها من عبودية المنهج الواحد، وينحو بمقاربتها النصية إلى تكامل في وصف بنية الرمز وتمثيلها للدلالة، وكل ذلك مشروط بخبرة دارس لم ينته إلى الرضى عن صنعته وسعيه الدائب لتطويرها، وما قدمه رأي استنبته في حدود ما تيسر له من الضوابط المنهجية غب رحلة سؤال واستكناه وبحث، ومادام الرأي مَعْقِد أخذ ورد فإنه السبيل إلى نماء المعرفة وتنوير العارف.
وبعدُ..فإن من شكر الله شكر أولئك الذين خدموا الدراسة وأعانوا الدارس بفكرة أو اقتراح أو مرجع، وبالحرى ذكرُ:أ.د.صالح الزهراني مقترح موضوع الدراسة، والمرحوم أ.د.جودت كساب الذي علم الدارس كيف يرتقي بلغته، والفضلاء أ.د.مصطفى عناية، وأ.د.عبدالله العضيبي، ود.عبدالله بانقيب، ود.أحمد العدواني، وأ.محمد الدبيسي، و مفلح بن زابن الذين أمدوه ببعض المراجع، والشكر والامتنان أجلهما للمشرف على الدراسة أ.د. محمد بن مريسي الحارثي كفاء ما تفضَّل به على الدارس، علمه فضيلة الإفادة من الآخرين، وأصالة الاستقلال بالرأي على أسس منهجية، وأرشده إذ يضطرب به المتاه بتواضع العالم وخبرة المجرب وحدب المشفق.