كتاب " في مهب الثورة " ، تأليف الفضل شلق ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب في مهب الثورة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
في مهب الثورة
مقدمة
المجموعة الأولى من هذه المقالات وضعتُ لها عنوان "في مهب العاصفة"، وقد نشرت سابقاً. اخترت عنوان "في مهب الثورة" لهذه المجموعة. كتبت المقالات المدرجة في هاتين المجموعتين على مدى خمس سنوات في صحيفة السفير، وذلك أسبوعياً دون انقطاع. خلال هذه الفترة انتقلت حال الأمة من العاصفة إلى الثورة.
العاصفة تهب من الخوارج، وربما من الدخل، ولكن بعوامل خارجية غالباً. وقد عانت الأمة كثيراً من العواصف التي جعلتها موضوع صراعات وحروب، وأعادت القواعد الأجنبية إلى معظم بلدان الوطن العربي، وأعادت معها الاستعمار.
الثورة يصنعها الناس. في صنع الثورة يتحول الجمهور من كمٍّ مهمش، من كمٍّ مستسلم خانع، مستسلم قابل بكل شيء خائف من كل شيء، إلى ذات فاعلة؛ يصير شعباً، يمتلك كرامة. ومع ذلك تزداد همته على العمل المأجور وعلى فعل كل شيء آخر.
هذه المقالات هي اشبه بيوميات أسبوعية. كان اختيار الموضوع، للكتابة حوله، يتطلب جهداً ونقاشاً أكثر بكثير من كتابته بحد ذاتها؛ خاصة إذا تبلورت فكرة الموضوع قبل صياغته. كان البحث في حنايا الذات عن الموضوع الذي يشكل اتصالاً بالجماهير، بشكل أو بآخر؛ ليس ضرورياً أن تكون منهم لكي تعرف ما هم فيه؛ لكن الضروري أن تكون معهم حتى تعرفهم وحتى تبني التزامك بهم على المعرفة.
أرجو أن أكون قد أنجزت مهمتي الصحافية ـ الفكرية، التي كثيراً ما يقال لي إنها أصبحت غير معتادة في عالم الصحافة. أستطيع القول إنني محظوط أو أستطيع أن أكتب دون مراعاة لأي شيء خارج ما يمليه الضمير.
مؤتمر إلغاء الشعب الفلسطيني
نعرف من التجرية الجماعية والشخصية في لبنان، أن المؤتمرات لا تعمر بلداً، حتى لو جمعت كل دول العالم المانحة، الكبرى منها والصغرى. المؤتمرات مناسبات سياسية؛ تُعلَن فيها النيات؛ تُعطى الوعود؛ تأتي الشروط في ما بعد؛ والتنفيذ يعتمد على الإيفاء بالوعود (وهذا ليس دائماً) وعلى فرض الشروط (إذا كانت مقبولة).
يطيب للأميركيين القول إن إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية جاء نتيجة مشروع مارشال الأميركي الذي أقر بعد 4 سنوات من انتهاء الحرب، بقيمة 13 مليار دولار (حوالى 120 مليار دولار بأسعار اليوم). نتائجه عرضة للنقاش، على كل حال. أما إعمار لبنان في التسعينيات، أي بعد اتفاق الطائف وانتهاء الحرب الأهلية، فقد تم معظمه في غضون أربع سنوات، وانتهى هذا الجزء قبل نهاية العام 1997، قبل أن يلغي الأميركيون الحظر على لبنان. لم يكن للأميركيين أية مساهمة في هذا البرنامج.