أنت هنا

قراءة كتاب مع الشروق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مع الشروق

مع الشروق

كتاب " مع الشروق " ، تأليف طلال سلمان ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

ولقد كان لافتاً أن يركز الإعلام العربي الرسمي، بأغلبيته، على حكايات التزوير في الانتخابات الرئاسية في إيران، والذهاب في دعم مير حسين موسوي الى أبعد مما يريد الرجل الذي لم يخرج على نظامه، بل إنه «خذل» مناصريه العرب وذهب بشكواه الى القائد علي خامنئي، مرشد الثورة الإسلامية في إيران، توكيداً لالتزامه موجبات حماية النظام والدولة.. فكان التأييد المبالغ به لهذا المرشح على طريقة نجدة الدب لصاحبه ... وبالتالي فقد حاول هذا الإعلام العربي الرسمي أن يخفف من الاهتمام بخطاب نتنياهو رداً على الرئيس الأميركي، بأن يظهره وكأنه أمر عارض لا يستحق التعليق.

بالمقابل فإن القيادات الفلسطينية، داخل السلطة وخارجها، من اتهم بالتفريط حتى قارب الخيانة، ومن قال بالكفاح المسلح حتى قارب الانتحار انفصالاً، قد أجمعت على رفض منطق نتنياهو... واعتبر أنصار التفاوض للتفاوض، ومن حفيت أقدامهم بحثاً عن خريطة للطريق، ان رئيس حكومة التطرف الإسرائيلي قد أوقفهم على منصة الإعدام متهمين بخيانة شعبهم حتى وهم يطالبون بالحد الأدنى من الأدنى من حقوقه.

ويبقى السؤال عن موقف رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) الذي كان قد حظي قبل أيام باستقبال ودي في البيت الأبيض تبلغ خلاله من الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصياً قبوله بمبدأ الدولتين... متجاوزاً نفاقه إسرائيل بتقديم «المحرقة» وكأنها بداية التاريخ، ليبرر بها اجتياح فلسطين وطرد أهلها منها لكي يقيم اليهود فيها دولتهم، وكأن الفلسطينيين هم الذين نظموا المحرقة وتسببوا في تشريد يهود أوروبا.

لسوف يجد القادة العرب ما يقولونه تعليقاً على خطاب نتنياهو. سيؤكدون لأنفسهم قبل رعاياهم أن باراك أوباما لا يكذب، وأنه قوي بما فيه الكفاية ليفرض رأيه على التطرف الإسرائيلي، وسينصرفون لمتابعة نشاطهم في مكافحة التطرف العربي الذي يشكل رأس جسر لمحور الشر الإيراني.

وفي نهاية المطاف فإن كل ما فعله نتنياهو انه قد «قلب السلحفاة على ظهرها»، على حد تعبير المفكر العربي عزمي بشارة.

والسلحفاة هنا قد تكون مبادرة السلام العربية، وقد تكون خريطة الطريق وقد تكون الوعود الأميركية، وقد تكون كل ذلك معاً!

والمهم أن خلاصة خطاب بنيامين نتنياهو تعني ببساطة:

ان دولة اليهود التاريخية تستضيف «دولة فلسطين» كلاجئ سياسي، بشرط أن يتخلى عن اسمه وهويته وحقوقه وأن يزور مركز الأمن كل صباح لإثبات التزامه قوانين اللجوء!

( 17/6/2009)

العرب كرعايا للدولة الوحيدة

في «الشرق الأوسط»: إسرائيل!

لماذا الاندفاع في معاداة إيران أبعد من.. أوباما؟!

استسلم «النظام العربي» لمبدأ انه لا يملك حق القرار في شؤونه!

إنه يعيش يوماً بيوم، يتصرف بما بين يديه، منتظراً أن يسمع ما يفيده بل ما يقرر له غده!

من أبسط النماذج، كما هي حالة لبنان، الى أقساها وقعاً، كما هي حالة العراق المضيع مستقبله ككيان سياسي وشعب دفع من دمائه غالياً ثمن اندثار دولته وتمزق روابط وحدته الوطنية، وانتهاءً بشعب فلسطين الذي تتلاشى تدريجياً قضيته التي كانت مقدسة لتغدو أشبه بمسألة خلاف عقاري مع الاحتلال الإسرائيلي.

ومن خلال الوقائع اليومية، يتبدى وكأن «العرب» قد أخلوا مكانهم في الجغرافيا كما في التاريخ، وارتضوا أن تطمس هويتهم الجامعة، فيصيروا رعايا للدولة الأقوى ـ حتى لا نقول الوحيدة ـ في المنطقة التي كانت عربية فصار اسمها المعتمد رسمياً حتى من طرف حكامها: منطقة الشرق الأوسط. ومع هذه التسمية يصبح كل ما حول فلسطين المحتلة، شمالاً وجنوباً وشرقاً، «أنحاء» أو «جهات» لا تشكل حدوداً لإسرائيل بل هي مداها الحيوي.

الصفحات