كتاب " الحب لا يفنى ولا يستحدث من عدم " ، تأليف وليد الرجيب ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الحب لا يفنى ولا يستحدث من عدم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الحب لا يفنى ولا يستحدث من عدم
- "في حياتي ما ذقت الشمبانيا، تعطيني أذوق"؟
لكنها رفضت بشدة قائلة:
- "لا لا شو بدك بالشمبانيا"؟
وأبعدت الكأس عنه، فشك في الأمر، وانتظر غفلتها وتناول الكأس وجرع منها، فإذا به مشروب السفن أب الغازي، كان صاحب الحانة يأخذ منه ثمن كاسات السفن أب بسعر الشمبانيا، لكن حتى يتغاضى عن هذا الخداع، هجمت ميرنا على شفتيه وقبّلته، وفي هذه اللحظة استفرغ ما في معدته على صدرها العاري، وهرب بنفس اللحظة منطلقاً بسرعة خارج الحانة، وهو يسمع صوت ميرنا تشتمه:
- "الله يقصف عمرك".
ومن يومها لم تطأ قدماه ماخوراً، ولم يكلم مومساً في حياته، حتى المتخفيات منهن، فمرة كان على ناصية شارع في نيويورك ينادي على تاكسي، فسمع صوتاً نسائياً خلفه يقول:
- هل لديك ولاّعة؟
وعندما التفت وجد فتاة بملابس محتشمة، لكن رائحتها رائحة مومس، فابتسم لفنون الخداع، وأعطاها ظهره.
يكره المومسات، لكنه يحب النساء، على شرط الدخول والخروج بسلاسة من العلاقة، وبأقل قدر من الخسائر، وكانت النساء لغيظهن منه أحياناً، يطلقن حوله الإشاعات، أو يهددنه بإبلاغ أزواجهن أو إخوتهن، مدّعيات أنه تحرّش بهن أو يلاحقهن، لكنه كان يعرف أن الغيظ والغيرة، يقودان إلى أشياء غير متوقعة، وقد تكون خطرة ومجحفة وظالمة، كالفجور في المخاصمة.
الغريب أنه لم يجمع بين علاقتين بتاتاً، لم يكن نذلاً على الإطلاق، وإن ادّعين أنه وغد، فهو وغد وسيم.
* * *
يتذكر في أول سنة له في جامعة حلوان في القاهرة، أن زميلاته كنّ يتقربن منه، وفي يوم دخل قاعة المحاضرات متأخراً، فوقف محتاراً أين يجلس، وظل يبحث بعينيه عن مكان للجلوس، فأخذت زميلاته اللواتي لا يعرفهن يتصايحن:
- "تعال اقعد هنا جنبي ياسالم".
- "لأ لأ هنا جنبي أنا".
وبعضهن كن يَشِرْن له على أحضانهن، بداع التحرش والمزاح، فاحتقن وجهه من الخجل، ومن جرأتهن، لكن الدكتور صرخ بصوت أخافه:
- "جرى إيه يا شرموطة منك ليها".
ثم التفت إلى طالب يجلس في الأمام قائلاً:
- "قوم يا مرقص خلّي سالم يقعد مكانك، وشوف لك مكان تاني".
وفي مرة كان جالساً على درج الجامعة يستدفئ بالشمس، فجلست بجانبه زميلة يذكر أن اسمها كان ناهد، تجاهلها لأنها تطارده من مكان إلى مكان، فإذا جلس في الكافتيريا، جلست إلى الطاولة المقابلة، وهو يقرف من الاندلاق، وفجأة سألته: