قراءة كتاب في مدار النقد الأدبي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في مدار النقد الأدبي

في مدار النقد الأدبي

كتاب " في مدار النقد الأدبي " ، تأليف د. علي مهدي زيتون ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10

7- عود على بدء

والاعتقاد أنّ الأدب نتاج تكويني فاعله الأساسيّ الثقافة يستوجب إبراز المراحل الثقافيّة التي تفيّأ الأدب العربي تحت ظلالها. عرف الأدب العربيّ الحديث مرحلتين أساسيّتين، يفصل بينهما انهيار الاتحاد السوفيتّي وتداعي ما يمثله على الساحة العالمية تداعياً كبيراً.

هبّت ريح الحداثة أدباً وفلسفة وفعل تحرّر سياسيّ واجتماعي في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين، فتشكلت الأحزاب والمنتديات والمنابر الإعلامية سواء أخصّت ما سُمي بالثقافة التقدّمية، أم خصَّت الثقافة اليمينية التابعة للنظام الرسمي العربي. وكان الأدب الغالب أدباً حداثياً ملتزماً بالقضايا العامة إلى أن انهار الاتحاد السوفيتي بالضربة القاضية، فوجد الأدب نفسه يتيماً فجأة بعد أن تصدّعت مقولات أساسيّة عديدة من المقولات الثقافية التي كان يستند إليها. وكان عليه أن يتحوّل، وفي جانب منه، من الاسترشاد الإيجابي بتلك المقولات وبالأدب اليساري العالمي (لوركا، ناظم حكمت، اليندي)، إلى الاسترشاد السلبي بالعداء الصارخ الذي تمارسه كل من أميركا وإسرائيل ضدّ شعوب المنطقة. والمبدع، بوصفه ممثّلاً حقيقيّاً للثقافة في أعلى مستوياتها وتجلياتها سيصدر في كل ما يقوله عن التصورات التي رتّبتها تلك الثقافة في ذهنه عن العالم. ومما يجدر ذكره في هذا المقام أن اجتياح العام 1982، وعوضاً من أن يسجّل بداية انكسار عميق في ثقافتنا وأدبنا، كان عاملاً إيجابياً أنتج المقاومة الإسلامية التي أضمرت انتصارات الأعوام 1993 و1996 و2000 و2006 واستطاعت وحدها إلى جانب كبار شعرائنا وأدبائنا أن تتنبّأ بتلك الانتصارات قبل حدوثها.

الصفحات