أنت هنا

قراءة كتاب ذاكرة الغياب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذاكرة الغياب

ذاكرة الغياب

الديوان الشعري "ذاكرة الغياب" للكاتب اللبناني ذوقان عبد الصمد:
هذا الجبلُ العالي...
في قمَّتِهِ بيتٌ من نورِ الرَّبْ
من مولى الحبْ
مثوى لنبيٍّ
غَيْبتُه... بعثُ الإيمانِ...
وصحوُ الإنسانِ
المُفتَنِ بالزَّائلْ!!

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

اسمعْه يردد في قصيدة كلاسيكية أجملَ الألحان وأعذبَ الكلمات في وصف رحلته على ضفاف نهر «سان لوران»، في كندا، وهو على ظهر سفينة في عرض النهر:
على السَّفين نَسيمُ الصّبحِ يلفحُنا
في همسِه من ثغورِ القُطبِ ألحانُ..
مُبلِّلاً.. لا نُبالي إنْ بنا ارتَعَشَتْ
وَبُلِّلَتْ منْ رذاذِ البَحرِ أرْدان!!
منْ حولِنا دَغدَغاتُ الغَيمِ بارِدةٌ
وَمشلحُ النُّورِ فوق الماءِ بردانُ..!
والغابُ فوق جباهِ السَّفحِ مدُّ رُؤىً
تَفَرَّدَتْ منهُ أشكالٌ، وألوانُ..
يمشي، ونحنُ على شوق نُلاحِقُهُ
كما يُلاحقُ سِربَ الغيدِ وَلهانُ!!
ومن قصيدة بعنوان «صدفة» يقول:
هيفاء يَندى قدُّها عَبقاً
ليرقّ تحت أناملي الهيَفُ
كوزٌ على شفتي، وكأسُ طلىً
بيدي... فأيّ الخمرِ أرتشفُ؟
وتعبتُ من شَغفِي، وقلتُ كفى
فارتدَّ مدفوعاً بيَ الشّغفُ!!
لتقولَ: اقطفْ من حديقتِنا
ما طابَ من ثمر، فأقتطِفُ!!
إياك من دُرّ يخبئُهُ
في شائِكٍ من واحتي الصّدَفُ
أعطيتُك الأشهى، وطبتُ هوىً
لا عيبَ إن لم يُخدش الشرفُ..
فهو في وصفِه كما في غزليّاتِه، لا يخرجُ عن دائرةِ الكلمةِ الراقيةِ التي تُطرِبُ الآذان دون أن تخدشَها وتحرِّكُ المشاعرَ دون أن تجرحَها، بل يشبعُ معانيه قوة واستنهاضاً فتدخلُ فينا كفعل الآية التي تحفرُ في نفوس المؤمنين..
ذوقان عبد الصمد، يعيشُ بإنسانِه وأنفاسِه بيننا، يقرأ كتبَنا ويتكلمُ لغتنا ويجالسُ جمعَنا ولكنه.. لا بريقَ «حداثتِنا» يوهِجـه، ولا شكلَ «ارتقائِنا» يحرّضُه، ولا الثورةَ على تقاليدنا تؤرقه.. هو طائرٌ يغرّدُ في غيرِ سربه وشاعرٌ مُعاصرٌ لغيرِ عصرِه..

الصفحات