كتاب البيان والتبيين من أعظم مؤلفات الجاحظ، وهو يلي كتاب الحيوان من حيث الحجم ويربو على سائر كتبه؛ ولا يكتفي الجاحظ في كتاب البيان والتبيين بعرض منتخبات أدبية من خطب ورسائل وأحاديث وأشعار، بل يحاول وضع أسس علم البيان وفلسفة اللغة.
أنت هنا
قراءة كتاب البيان والتبيين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
اَلسَّلَام وأخى هرون هُوَ أَفْصَح مِنَى لِسَانًا فَأَرْسَلَهُ مَعِي رِدَاء يَصْدُقنِي وَقَالَ وَيَضِيق
صَدْرِي وَلَا يتطلق لِسَانَيْ رَغْبَة مِنْهُ فِي غَايَة اَلْإِفْصَاح بِالْحَجَّةِ وَالْمُبَالَغَة فِي
وُضُوح اَلدَّلَالَة لِتَكُونَ اَلْأَعْنَاق إِلَيْهِ أَمِيل وَالْعُقُول عَنْهُ أَفْهَم وَالنُّفُوس إِلَيْهِ
أَسْرَع وان كَانَ قَدْ يَأْتِي مِنْ رواء اَلْحَاجَّة وَيُبَلِّغ أَفْهَامهمْ عَلَى بَعْض اَلْمَشَقَّة
وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَمْتَحِن عِبَاده بِمَا شَاءَ مِنْ اَلتَّخْفِيف والتنقيل وَيَبْلُو أَخْبَارهمْ
كَيْفَ أَحَبَّ مِنْ اَلْمَكْرُوه وَالْمَحْبُوب وَلِكُلّ زَمَان ضَرْب مِنْ اَلْمَصْلَحَة وَنَوْع مِنْ اَلْمِحْنَة
وَشَكْل مِنْ اَلْعِبَادَة وَمِنْ اَلدَّلِيل عَلَى أَنَّ اَللَّه عَزَّ وَجَلَّ حَلَّ تِلْكَ اَلْعُقْدَة وَأَطْلَقَ ذَلِكَ
اَلتَّعْقِيد وَالْحَبْسَة قَوْله رَبّ اِشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيُسِرّ لِي أَمْرِي واحلل عُقْدَة مِنْ لِسَانِي
يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لى وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هرون أَخِي أُشَدِّد بِهِ أزرى واشركه فِي
أَمْرِي "
إِلَى قَوْله " قَدْ أُوتِيَتْ سُؤَالك يَا مُوسَى " فَلَمْ تَقَع اَلِاسْتِجَابَة عَلَى شَيْء مِنْ
دُعَائِهِ دُون شَيْء لِعُمُوم اَلْخَيْر وَسَنَقُولُ فِي شَان مُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلَام وَمَسْأَلَته فِي
مَوْضِعه مِنْ هَذَا اَلْكِتَاب أَنْ شَاءَ اَللَّه تَعَالَى .
وَذِكْر اَللَّه تَعَالَى جَمِيل بَلَائِهِ فِي تَعْلِيم اَلْبَيَان وَعَظِيم لِعَمَّتِهِ فِي تَقْوِيم
اَللِّسَان فَقَالَ " اَلرَّحْمَن عِلْم اَلْقُرْآن خُلُق اَلْإِنْسَان عَلِمَهُ اَلْبَيَان " وَقَالَ هَذَا
بَيَان لِلنَّاسِ وَمَدْح اَلْقُرْآن بِالْبَيَانِ وَالنُّصْح وَبِحَسَن اَلتَّفْصِيل وَالْإِيضَاح وَبِجَوْدَة
الافهام وَحِكْمَة اَلْإِبْلَاغ وَسَمَّاهُ فُرْقَانًا وَقَالَ عَرَبِيّ مُبِين قَالَ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ
قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَقَالَ " وَنَزَّلَنَا عَلَيْك اَلْكِتَاب تِبْيَانًا لِكُلّ شَيْء وَقَالَ وَكُلّ شَيْء
فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا وَذِكْر اَللَّه تَعَالَى لِبِيه حَال قُرَيْش فِي بَلَاغَة اَلْمَنْطِق وَرَجَاحَة
اَلْأَحْلَام وَصِحَّة اَلْعُقُول وَذَكَر اَلْعَرَب ةما فِيهَا مِنْ اَلدَّهَاء وَالنَّكْرَاء وَالْمَكْر وَمِنْ
بَلَاغَة اَلْأَلْسِنَة واللدد عِنْد اَلْخُصُومَة فَقَالَ " إِذَا ذَهَبَ اَلْخَوْف سلقوكم بِالسَّنَةِ
حِدَاد وَقَالَ " لِتُنْذِر بِهِ قَوْمًا مَا لدا "