إن مدير المدرسة يقع في قمة الهيكل التنظيمي للمدرسة، فإنه يتحمل العبء الأكبر في قيادة الأفراد، والجماعات، وتنسيق جهودها، وتوجيهها، في عمليات التخطيط والتوجيه والتنسيق والتنفيذ والتقويم باعتباره قائدا تربويا تناط به مهام حيوية .
أنت هنا
قراءة كتاب إدارة الصراع في المؤسسات التربوية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

إدارة الصراع في المؤسسات التربوية
الفصــل الثانـي
الأدب النظـري والدراسـات السـابقـة
يشتمل هذا الفصل على جزئين : يحتوي الأول منه على الأدب النظري المتعلق بمتغيرات الدراسة، أما القسم الثاني فيتناول الدراسات السابقة والأبحاث ذات الصلة بموضوع الدراسة والتي جرت في البيئة الأردنية والعربية والأجنبية مرتبة وفق تقادمها الزمني .
أولا : الأدب النظـري
لقد تزايد الإحساس العالمي بدور التربية، إذ احتلت أهمية قصوى في الخطط التنموية الشاملة الاقتصادية منها والاجتماعية، وتزايد معه الشعور بالحاجة الماسة إلى ايجاد الكوادر البشرية المدربة القادرة على التعامل مع التقنية الحديثة، ومواكبة المستجدات والتطورات على كافة الصعد المحلية والإقليمية والعالمية، ومواجهة التحديات المرافقة لها، فعلى درجة كفاءة الإداريين والتزامهم الخلقي ووضوح رؤيتهم وتكاملها يتوقف تقدم المجتمعات المعاصرة وتطورها . كما يتطلب النجاح في هذا العصر ـ عصر العولمة والمعلوماتية وعالمية المعرفة والتطور المتسارع في مختلف وسائط الاتصال وتقنياته ـ قادة مدارس ومؤسسات تربوية يمتازون بخصائص نوعية تختلف جوهريا عما كان متوقعا من القادة خلال عقد السبعينات مثلا.
ولقد أصبح توافر الكادر الإداري التربوي والإدارة المدرسية الواعية متمثلة في مدير المدرسة كقائد تربوي يتحمل المسؤولية عن سير العملية التربوية في مدرسته وحسن توجيهها، وتجويد مخرجاتها، يعد من أبعاد التطوير التربوي الهامة، ومن التحديات التي تواجه تطوير التعليم وتحديثه في الوقت الحاضر، لذلك اتجهت أنظار العالم نحو الكفايات وضرورتها للقائمين على العملية التعليمية بهدف تحسين أدائهم، وزيادة كفاءة وفاعلية العملية التربوية .
1 - الكـفايـات المهنية
ارتبط التوجه العالمي نحو الكفايات التربوية بحركة كبرى في مجال إعداد المعلمين وتدريبهم، وقد سميت هذه الحركة بحركة التربية القائمة على الكفايات، والتي تعد من الاتجاهات الحديثة التي جاءت كاستجابة لضغوط متشابكة سياسية، واجتماعية، وتعليمية، وتقنية لتحسين نظام إعداد المعلمين من النواحي المهنية لما له من أثر على تجويد التعليم .
وقد بدأت حركة تربية المعلمين على أساس الكفايات في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام(1968) ثم تطورت بشكل كبير حتى أصبحت من أبرز ملامح التربية المعاصرة وأكثرها شيوعا في برامج إعداد المعلمين في الولايات المتحدة الأمريكية (قيس، 1976 : 2)، ولم تنشأ حركة التربية القائمة على الكفايات من فراغ، بل ارتبطت بعدة حركات ثقافية أخرى، وهي لم تنشأ كذلك نتيجة عامل واحد، بل نشأت نتيجة لعدة عوامل من أهمها :
1. اعتماد الكفاية بدلا من المعرفة : إذ طرأت تطورات كبيرة على برامج إعداد المعلمين في السنوات الأخيرة، كان من أبرزها اعتماد مبدأ الكفاية أو الأداء كإطار مرجعي لهذه البرامج بدلا من المعرفة النظرية (مرعي، 1983 : 147) .
2. حركة المساءلة : إعتقد هيوستن (Houston ,1974,56) أن حركة التربية القائمة على الكفايات هي جزء من الحركة الثقافية في المجتمع الأمريكي، التي أكدت على مبدأ المسؤولية والحاجة إلى تحديد المواصفات، إذ أشارت هذه الحركة إلى أحد المبادئ الأساسية في مجال الإصلاح الذي يتطلبه التعليم وهو مبدأ المساءلة.
3. حركة منح الشهادات القائمة على الكفايات: إن التربية القائمة على الكفايات ترتبط ارتباطا عضويا بحركة منح الشهادات القائمة على الكفايات , وإن مفهوم الواحدة منها يكمل مفهوم الأخرى , فكلتاهما تؤكدان على الأداء والتطبيق أكثر من المعرفة، وإن معيار التقويم هو ما يستطيع الفرد عمله لا ما يعرفه أو يعتقده أو يشعر به، وذلك لأن ما يستطيع عمله يعكس مايعرفه ويعتقده ويشعر به (مرعي،1983: 149).
4. تطور التكنولوجيا التربوية : أورد الشمري (1996) أن ستانلي(Stanley) اعتقد أن التطور التكنولوجي التربوي الذي أمد التعليم والتعلم بمصادر وطرق جديدة، كان من العوامل التي طورت حركة التربية القائمة على الكفايات، فالتكنولوجيا التربوية لا تقترن بالآلات أو الأدوات، إنما هي تطبيق العلم على العمل، وترجع جذور التكنولوجيا التربوية إلى الأبحاث التي أجريت على الإشراط الإجرائي، وانعكاسات تلك الأبحاث على المدارس ممثلة بما يسمى منها بالتعليم المبرمج .
5. " كما ساهم في بلورة هذه الحركة تنامي النظرة الاقتصادية إلى التعليم " (نشوان، 1985 :34) .
6. التدريب الموجه نحو العمل : إن التدريب الموجه نحو العمل هو من أبرز الاتجاهات التجديدية الملفتة للنظر في مجال إعداد الأفراد وتدريبهم في أثناء الخدمة خلال العقدين الأخيرين، حيث اتجه التدريب نحو المهام المهنية للأفراد، وإلى متطلبات تلك المهام من كفايات، وما يتصل بها من حاجات تدريبية لهؤلاء الأفراد(مرعي، 1983: 158)
وذكر هيوستن(Houston, 1974 : 56) أن كلا من التربية القائمة على الكفايات والتربية القائمة على الأداء ترجع إلى الحركة نفسها في أمريكا , وأن كلتا الحركتين تتعديان المعرفة إلى الأداء والعمل . وأن أهم ميزتين للتربية على أساس الكفايات تتمثلان في التحديد الدقيق للأهداف، وتحديد المسؤولية، وأنها تدور حول المتعلم نفسه، إذ تؤكد على تعدد طرق تعلمه، من تعلم بالمجابهة، والمراسلة، والتعلم بوسائط الإعلام والاتصال، مع الحرص الشديد على تنمية مهارات التعلم الذاتي
(Howsam &Houston,1972:34) .
كما أشار(حجي، 2000 : 355) أن الإعداد المبني على الكفايات يبنى على ثلاثة محكات رئيسة هي :
1. المحك المعرفي : وفيه يتم تقدير الجوانب المعرفية للمتعلم .
2. محك الأداء : ويعني تقويم نواحي السلوك المتصل بالعمل أو الوظيفة التي يعد لها المتعلم .
3. محك المخرج أو المنتج : يهتم بتقويم قدرة المتعلم على القيام بالعمل .
ويمتاز الإعداد المبني على الكفايات باستخدام أسلوب تفريد التعليم إذ لا يوجد جدول زمني معلن يتقيد فيه جميع المتدربين، فلكل منهم جدوله الخاص به بناء على خبراته السابقة ويراعى في إعدادهم تكامل الجانب النظري مع التطبيقي، إذ يطبق عمليا ما جرى تعلمه نظريا في ظروف مشابهة لظروف الموقف التعليمي (الكيلاني، 1998) .