أنت هنا
قراءة كتاب السيرة النبوية لابن كثير الجزء الثالث
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
وإما أن يكون المراد بذلك لما رحل من قباء، كما سيأتي، فسار فما انتهى إلى بنى النجار إلا عشاء.
كما سيأتي بيانه.
والله أعلم.
وذكر البخاري عن الزهري، عن عروة، أنه نزل في بنى عمرو بن عوف بقباء، وأقام فيهم بضع عشرة ليلة، وأسس مسجد قباء في تلك الايام.
ثم ركب ومعه الناس حتى بركت به راحلته في مكان مسجده، وكان مربدا
لغلامين يتيمين وهما سهل وسهيل، فابتاعه منهما واتخذه مسجدا.
وذلك في دار بنى النجار رضى الله عنهم.
* * * وقال محمد بن إسحاق، حدثنى محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عبدالرحمن بن عويم بن ساعدة، قال: حدثنى رجال من قومي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: لما بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وتوكفنا قدومه، كنا نخرج إذا صلينا الصبج إلى ظاهر حرتنا ننتظر النبي صلى الله عليه وسلم فو الله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال، فإذا لم نجد ظلا دخلنا، وذلك في أيام حارة.
حتى إذا كان اليوم الذى قدم فيه رسول الله جلسنا كما كنا نجلس، حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخلنا البيوت فكان أول من رآه رجل من اليهود، فصرخ بأعلى صوته: يا بنى قيلة هذا جدكم قد جاء.
فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل نخلة ومعه أبو بكر في مثل سنه، وأكثرنا لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، وركبه الناس، وما يعرفونه من أبى بكر، حتى زال الظل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أبو بكر فأظله بردائه، فعرفناه عند ذلك.
وقد تقدم مثل ذلك في سياق البخاري، وكذ ذكر موسى بن عقبة في مغازيه.
وقال الامام أحمد: حدثنا هاشم، حدثنا سليمان، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: إنى لا سعى في الغلمان يقولون: جاء محمد.
فأسعى ولا أرى شيئا، ثم يقولون: جاء محمد.