أنت هنا

قراءة كتاب عندما تغني البلاد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عندما تغني البلاد

عندما تغني البلاد

كتاب " عندما تغني البلاد " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

إلى الأردن

لأني عشقته حتى النخاع

لأجله...! ولأني عشقته حتى النخاع سأكتب له ..ومن أجله كما قبلي كتب

فأنا ! التي نمت في مضاربه ودرجت صغيرة على أعتابه

وتعلّمت أولى حروفي من وحي إلهامه

وتنسّمتُ عبير الأصالة من أطاييب زهرِهْ

وأنا ! التي شربتُ الثقافة ماءً سلسبيلًا تقطّرّ من بين كفيّ نهرِهْ

كما شربَتْ منه شجيرات الدُّفلى حتى ارتوت ففاضت حسنا وبهاءً

فأضحى عرار عشيقها وقتيل حبها فأنشد وأبدع وتغنّى

صروح العلم فيه تستيقظ مع الصباح

كما يستيقظُ النبتُ ريّانًا على ضفاف نهر ٍ يتقن فنّه

يعلّم كلّ مَن رامَ العلم كيف يكون الشّدو بأعرق لغات الدنيا

" لغتنا الضاديّة"..!!

لأني من الأردن واليه أُنتسب!!... أقف إجلالًا له

فهو من كان للتاريخ على رُباه حظّ عظيم

وعلى قممه الشمّ أقامت الصقور أعشاشها لتمزّق كل دخيل

سأبقى ما حييت أحمل سوسنَ حبّه على بياضي

أتمنى أن أعانق نجوم سَمره

أو أغدو قنديلًا يُضيء ليله أو قمرًا يغمر بالنور عَتمته

سأبقى ؛وحتى الموت! أتمنى ـ حتى وإن احترقت ـ

أن أكون شهابا يقطع حدود الكون يحمل إلى أقاصي أقاصي الدنيا سيرة أبنائه

ممن كتب فأبدع وغنّى فأطرب وصنع فأجاد لأنقلَ للدنيا ..كل الدنيا

الصورة الجميلة لنسل هذا الوطن الأجمل

فكيف لا أُكون مفتونةً به، مُمتنّةً له...؟!

وأنا التي استوحيتُ من جمال طبيعته إبداعي

واتخذتُ من جذوع نخلته يراعي

ومن خمور كرمته وأصباغ دحنونه لون مدادي

كيف لا أُجلّه!! وهو من ضمدّ جراح جدي يوم أن اقتُطع منه الوريد

فابتعد مُكرها عن فلسطينهِ الحبيبة فاختلط الدم منه بالدموع

فكان وأهله من القائد حتى الجنين

من كفكف الدموع ومسح غبار الذِلة عن الجبين

جدي الّذي كلما شفّه الوجد للقدس وكواه الحنين

يمّم إلى الغرب وجهه ..فيمّم الأردن معه وجهه

يشاركه بكاء الروح فتأتية نسمات الغرب بأريج زهرها

وبريح ترابها..فإذا به نشوان كمن زار الديار ووقف على أطلالها

الأردن .. كل ما يلزم الروح لكي تبقى!

فان حاصره البَرد تلقاه "الغور" يُدثّره برداء من الشمس وَثير

وإن أقضّ الحرّ مضجعه

طار إلى قمم الجبال يتفيّأ ظلال أشجارها مستحمًا بقطرات الندى

الهابطة من السماء لتلامس أكفّ أزهاره

فكيف ،وبعد كل هذا

أغدو عصيّةً عن عشق قلاعه وحصونه

ومدرجاته وبترائه

وهو من كان وعلى المدى

عصيًّا على أعتى أعتى أعدائه...؟!

فكلّي فخر بأني منه واليه أُنتسب

وأني بين أحضانه كبرت وترعرعت

ورضعت لغة الضّاد من أصول أصولها

فكبر فيّ الحب للفن للإبداع

فله ومن أجله سأكتب وأكتب..وأكتب

وأهديه كل انفعالاتي

ولن أشدو بالحاني إلاّ له،، إلاّ له،،

فدعني يا أردن أُنشدك فأنا العاشقة لكَ حتى النخاع:

أ..أرض البطولة والشهامة كم نهواكَ يا أخضر يــا جنّه

ر..رعـــاكِ الله للتاريخ سيدًا ،كأن الحبّ لربـاكَ غدا سُنّه

د..ديار الأمن قد وصفوكَ ،وفي الأكــوان لكَ اسم له رنّة

ن..نـداء الواجــب قد لبّيتَ بـلا تلميحٍ أو تجــريحٍ أو مِنّه

الصفحات