أنت هنا

قراءة كتاب فشل المفاوضات وتغيير قواعد اللعبة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فشل المفاوضات وتغيير قواعد اللعبة

فشل المفاوضات وتغيير قواعد اللعبة

كتاب " فشل المفاوضات وتغيير قواعد اللعبة " ، تأليف حمداة فراعنة ، والذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

الفصل الأول

إتفاق أوسلو 1993

عشرون عاماً مرت على التوقيع على إتفاق أوسلو التدريجي المتعدد المراحل، منذ ذلك الإحتفال المهيب، في ساحة الورود، في حديقة البيت الأبيض يوم 13/9/1993، عشرون عاماً مضت مرت خلالها مفاوضات المرحلة النهائية بمحطات هامة متعددة، لم يتم التوصل فيها ومن خلالها إلى تسوية نهائية بين طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تُلبي تطلعات الشعب العربي الفلسطيني لإستعادة جزءاً من حقوقه، أقلها الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، فقد فشلت كافة الجهود الدولية، والأميركية منها خاصة في إنهاء الصراع، والتوصل إلى حل·

وطوال عشرون عاماً، من التفاوض أطلقت أوساط المعارضة الفلسطينية، وصفها، على أنها مفاوضات عبثية كون خيار التفاوض بقي معروضاً على الطاولة، ولم يتم سحبه من قبل منظمة التحرير الفلسطينية بإعتباره خياراً متداولاً، تسعى من خلاله لإستعادة حقوق شعبها، طوال العشرين سنة الماضية، ولأنه كخيار وكأداة وكوسيلة، فشل في إنهاء الإحتلال ونيل الإستقلال، يجب سحبه وعدم الإعتماد عليه، ولكن إذا كان التفاوض منذ عشرين عاماً لم يحقق الهدف المرجو منه، فيمكننا السؤال أيضاً ولماذا الإستمرار الفلسطيني في خيار الثورة والكفاح المسلح والتضحيات والشهداء والأسرى، طالما أن هذا الخيار لم ينجح بعد في تحرير فلسطين؟؟ فقد إنطلقت شرارة الثورة وأول الرصاص يوم 1/1/1965، وحتى يومنا هذا ما يقارب نصف قرن، وقد فشلت الثورة والنضال في تحقيق أهدافها، للأن، فهل يتوقف الشعب الفلسطيني عن هذا الخيار الكفاحي ويلغيه؟؟ أم يبقى خياره النضالي متواصلاً، وإن كان متعرجاً، يصعد ويهبط حسب الظروف السياسية، المحلية والعربية والدولية، وسيبقى وسيلتنا المجربة في جعل الإحتلال مكلفاً، ولكنه لن يكون، ويجب أن لا يكون على حساب المفاوضات، مثلما يجب أن لا تكون المفاوضات بديلاً لخيار وسائل وأدوات الكفاح المختلفة بل مكملة له، حتى يستعيد الشعب العربي الفلسطيني كامل أهداف الثورة المتمثلة بإستعادة كامل حقوقه الثلاثة: 1 - حق المساواة في مناطق الإحتلال الأولى عام 1948، و2- حق الإستقلال في مناطق الإحتلال الثانية عام 1967، و3- حق العودة للاجئين لمناطق الإحتلال عام 48، والنازحين لمناطق الإحتلال عام 67·

مساوئ أوسلو

الذين ينتقدون اوسلو معهم حق، والذين يدافعون عن اوسلو معهم ولهم كل الوجاهة، فبعد التوصل إلى مسودة الأتفاق يوم 18/8، وبدء العمل على وضع الترتيبات لإعلان الإعتراف المتبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير في 9/9، والتوقيع على وثيقة إعلان المبادئ في واشنطن يوم 13/9/1993، إجتمعت القيادة الفلسطينية، قبل ذلك، في تونس للإطلاع على فحوى الأتفاق ومناقشته وإقراره، وفي العاشرة مساء إلتقى الجمع في مكتب الرئيس أبو عمار، الذي إفتتح الإجتماع بحضور الأمناء العامين للفصائل، وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وبدأوا خطاباتهم بفصفصة اوسلو وتحليل مساوئه، وحده محمود عباس أبو مازن إنبرى للتوضيح قائلاً: لقد أنجزنا الإتفاق، ونحن أمام منعطف: إما تكريس الإحتلال، أو أن يكون الإتفاق الخطوة الأولى الضرورية النوعية كمقدمة للإستقلال، وهذا يعتمد على حسن إدارتنا للصراع، وأن تكون خطواتنا منظمة وتدريجية ومحسوبة، وتراكمية، لبناء السلطة الوطنية على أنقاض الإحتلال وصولاً نحو الدولة، وقبل الفجر أنهى الخطباء المعارضون نقدهم وشرشحتهم لأوسلو، لاعنين سنسفيل من أوجده، ووحينما أنهوا، نبهوا أبو عمار أن الجمع أنهو حديثهم، وهو ما زال غارق في قراءة التقارير وتسجيل الملاحظات، فرد عليهم بقوله:

الصفحات