أنت هنا

قراءة كتاب فشل المفاوضات وتغيير قواعد اللعبة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فشل المفاوضات وتغيير قواعد اللعبة

فشل المفاوضات وتغيير قواعد اللعبة

كتاب " فشل المفاوضات وتغيير قواعد اللعبة " ، تأليف حمداة فراعنة ، والذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

هذه هي مساوئ اوسلو، بس؟؟، اوسلو أسوأ من كده بكتير، وسأل أحدهم عن المسافة ما بين تونس والقدس، فأنبرى أكثر من واحد ليرد على أبو عمار بالجواب، وإختلفوا عن تقدير المسافة ما بين القدس وتونس، فقال: مش مهم، المهم من الأقرب إلى القدس؟ تونس أو القاهرة أو بغداد أو دمشق أو عمان؟، وهل هذه العواصم أقرب إلى القدس من غزة وأريحا؟؟ وأختصر رده بحزم وقال: أنا ذاهب إلى غزة وأريحا، من منكم يرغب بمرافقتي فأهلاً وسهلاً، ومن منكم يرغب في البقاء في تونس والقاهرة والجزائر وبغداد ودمشق، له الحرية وحسن البقاء، وجمع أوراقه وعاد إلى غزة واريحا، وبدأت معركة بناء السلطة الوطنية على الأرض وعاد معه خلال الخمس سنوات حتى عام 1999، أكثر من الثلاثمائة وعشرين ألف فلسطيني، عادوا إلى الوطن·

إذن إطالة عمر المفاوضات، وفشلها في تحقيق أهدافها، للأن، لا يعني ضرورة إلغائها كوسيلة، لأن فشلها مرهون بأداء وموقف الطرفين أولهما العدو الإسرائيلي الذي لم يتجاوب مع الإستحقاقات المطلوبة لتلبية حقوق الشعب الفلسطيني، ومع تطلعات قيادته للتوصل إلى تسوية واقعية، قد لا تكون عادلة بما يكفي، ولكنها واقعية تُرسي علاقات جديدة بين الشعبين على أساس الندية والمساواة والتعايش على الأرض الواحدة، خريطة فلسطين، بعد أن فشل كل منهما في إلغاء الأخر وتصفيته، ولأن الموقف الإسرائيلي لم يرتق لمستوى الأذعان لقرارات الأمم المتحدة، وهي التي ساهمت في إعطاء الشرعية للمشروع الإستعماري الإسرائيلي، وخاصة قراري التقسيم 181، والإنسحاب وعدم الضم 242·

أما العامل الثاني لفشل المفاوضات، فيعود إلى تمسك الجانب الفلسطيني بحقوق شعبه الأساسية، ولو وافق الوفد الفلسطيني في إحدى محطات التفاوض على التنازل عن حقوق اللاجئين في العودة، أو عن القدس، أو أي من القضايا الجوهرية، لنجحت المفاوضات في أول محطاتها، بعد أوسلو، في كامب ديفيد في تموز 2000 برعاية الرئيس الأميركي كلينتون، بين الرئيس الراحل ياسر عرفات ويهود براك، وكان يمكن أن تنجح في المحطة الثانية في أنابوليس في تشرين الثاني نوفمير 2007، برعاية الرئيس بوش بين الرئيس محمود عباس ويهود أولمرت، وكان يمكن أن تنجح بمحطتها الثالثة، برعاية الرئيس أوباما ومبعوثه جورج ميتشيل، في ولايته الأولى، أو في محطة عمان الأخيرة التي تمت بمبادرة أردنية في شهر كانون ثاني يناير 2012، وعنوانها المفاوضات الإستكشافية، ويمكن أن تحقق النجاح في محطتها الخامسة اليوم تحت رعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري وسفيره مارتن أنديك والتي بدأت في 30 تموز 2013، إذا تجاوب الجانب الفلسطيني مع المطالب الإسرائيلية·

نجاح أوسلو

مفاوضات أوسلو نجحت، لأنها عكست مصالح ورؤية الطرفين وتوصلهما إلى الإعتراف المتبادل وإلى الإتفاق التدريجي المتعدد المراحل، ونتائجها لم تكن نموذجية، لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، ولكنها من محطات النضال الوطني السياسي الدبلوماسي، على طريق إستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه الوطنية، فقد أنجزت مجموعة من الخطوات الهامة، تتمثل بالإعتراف الإسرائيلي الأميركي بالعناوين الثلاثة:

- الإعتراف بالشعب الفلسطيني·

- الإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية·

- الإعتراف بالحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني·

وعلى خلفية هذا الإعتراف تحققت مجموعة من الخطوات العملية على الأرض وهي:

- الإنسحاب الإسرائيلي التدريجي من المدن الفلسطينية - غزة وأريحا أولاً·

- عودة أكثر من ثلاثمائة ألف فلسطيني مع الرئيس الراحل ياسر عرفات·

- ولادة السلطة الوطنية كمقدمة لبناء وقيام الدولة الفلسطينية·

وفوق هذا وذاك، كان أهم إنجاز سياسي حققه الشعب الفلسطيني بفعل إتفاق أوسلو، ونتيجته، يتمثل بنقل الموضوع الفلسطيني، برمته وعنوانه وقيادته، من المنفى للوطن، بإستثناء قضية اللاجئين والنازحين وعودتهم للوطن، حيث بات الصراع بائناً واضحاً تصادمياً على أرض فلسطين، بأدوات فلسطينية في مواجهة عدو الشعب الفلسطيني، الذي ليس له عدواً أخر، سوى عدو واحد، وهو الذي يحتل أرضه، ويُصادر حقوقه، وينتهك كرامته·

الصفحات