كتاب "معطرة أمضي إليه " ، تاليف صونيا خضر ، ترجمة منية بوليلة ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
عن الأيّامِ التي تملأُ وَجْهي بِحكمةٍ لا أعرِفُها
أقايِضُ الصُّدْفَة الواقفة على بابِ الترابِ بِخَجَلٍ
وأهمسُ لوجعٍ معشِّشٍ في الغُصُونِ
أنت هنا
قراءة كتاب معطرة أمضي إليه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
معطرة أمضي إليه
رفّ سرب فراش في دمي، دبّ النحل في شراييني، طار قلبي وصواب يدي، كتبت الرمّان وفرطت قصيدة، عصرتها، إلى أن غاب وعي الحياة عن الوعي.
أُحِبُّكِ قالَ
غفا الزمان، عشرة أعوام أو أكثر، حين الوجه تفاحة، والحلم ملاك يقطف الضوء، ويهديني قمراً وقطعة سكر.
أُحِبُّكِ قالَ
هبّت عواصف، واختفت مدن، هامت على وجهها الخرائط، عادت إلى بلادها البلاد، رقصت التانجو، مع الوقت، على شرفة الوقت، انحنت أمامها كل الشرفات.
أُحِبُّكِ قالَ
فاحتشدت قوافل النمل في مسامي، ترتعش، تعلو، تهبط، وتثور، لأتفه اللمسات، لأدنى الاحتمالات أن يقول بعد: أحبك.
أُحِبُّكِ قالَ
هبّت على الخريف حدائقي، انقلب، اخضرَ ندياً في جسدي.
أُحِبُّكِ قالَ
وقعت السماء عليّ وعلى أحزاني، سمعَتني أقول: أيتها السماء، لن أطوقك، فاسقطي في يدي، اغرفي الأزرق وعودي، ويا ورد اشربني كي لا تنام، اشربني، فأنا ومنذ الآن نبعُك، وماؤك الزلال.
أُحِبُّكِ قالَ
فانتفضت عناقيد العنب، تفجّر القصب، ثمل الحقل، صار يغني، حنّ الحطّاب على الخشب.
أُحِبُّكِ قالَ
تدوّر الكعك، ضجّت بشرابها الكؤوس، قامت الصلاة، هتفت المآذن، قرعت الأجراس، زغرد العيد، حيّ على الحياة.