كتاب "معطرة أمضي إليه " ، تاليف صونيا خضر ، ترجمة منية بوليلة ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
عن الأيّامِ التي تملأُ وَجْهي بِحكمةٍ لا أعرِفُها
أقايِضُ الصُّدْفَة الواقفة على بابِ الترابِ بِخَجَلٍ
وأهمسُ لوجعٍ معشِّشٍ في الغُصُونِ
قراءة كتاب معطرة أمضي إليه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
معطرة أمضي إليه
أمَّا أنا فأَصْنَعُنِي من جديدْ، يا من نسيتَ أن تُكْمِلَنِي
وامْلأني حُزناً وغباراً كي أواصلَ الغناءَ فيكْ
اصنعني من جديدْ
يا مَنْ تركتَ وجهي باهتاً، شاحباً على المصاطبِ العريضةِ للوقتْ
وسحبتَ له اللّونَ من قميصِكَ المُجَعْلَكِ
المتروكِ منذُ زمنينِ وأكثرَ على سريريَ الباردِ
احمل عنِّي ملامِحِي
خُذْ جَسَدي سُلالَتي ودَمِي.
وَدَعْ لي بعضَ الثيابِ الرثّةِ أو الفاخرةْ
لأراني
لأراكَ
لنرانا جَميلَيْن
رُشَّني بعينيكَ
ورشّ عينينا معاً بالمطر العالق بين غيمة وشمسٍ مصابتين بالألزهايمر
فتنسى هذه أن تغيب
وتنسى تلكَ أن تنهمر.
أما نحنُ
فنبقى جَمِيْلَيْنْ
انزع الحُلِيَّ عن صدري
والخواتمَ من أصابعي
وعن جيديَ جفّفِ العَرَقَ
أريدُ أن أحيا فيكَ خفيفة
بقلبٍ ناصعِ البياضِ
وكلماتٍ طيبةْ
أريد أن أحيا
وأحيا
وأحيا
وأغنّي
أريدُ للعصافيرِ أن تردِّدَ غنائي، وللسحابِ أن يردِّدَ بكائي،
مطرٌ
مطرٌ
يا حارسَ البوابةِ العليا للسماءْ،
مطرٌ
صلِّ أيتها السّهولُ، وتمدَّدي صبيَّة خجولة آن أوانُ اغتسالِها بماءِ القَمَرْ
يا حامل الجرار مرّ من هنا
اجرُفْ، واغرِفْ، وصُبّْ
تحتاجُكَ العروقُ لتكسو نفسَهَا
ويحتاجُكَ الطينُ ليَلِينَ
ويحتاجُكَ الشَّجَرُ
، ويحتاجُكَ القَمَر!
أحتاجُكَ
وتحتاجُني
ونحتاجُنا
لنطيرَ
لنغنّي
لنعرقَ
لنعشقَ،
لنموتَ،
ونحيا
ونموتَ،
ونحيا...
ونعشقْ
ونعشقْ