كتاب "معطرة أمضي إليه " ، تاليف صونيا خضر ، ترجمة منية بوليلة ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
عن الأيّامِ التي تملأُ وَجْهي بِحكمةٍ لا أعرِفُها
أقايِضُ الصُّدْفَة الواقفة على بابِ الترابِ بِخَجَلٍ
وأهمسُ لوجعٍ معشِّشٍ في الغُصُونِ
قراءة كتاب معطرة أمضي إليه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
معطرة أمضي إليه
شاهداً كلَّ عشرٍ على خمسٍ متعبةْ
تَعُدُّ خَرَزَاً يكادُ ينفرطُ لاضّطرابِ الهواءِ من حولِها
حينَ تلامسُ ملامحَهُ المحفورةَ
على أيقونةٍ
ملضومةٍ
بخيطِ مسبَحةٍ
كنعمةٍ غيرِ مدرجةٍ في كتابِ النِّعَمْ
وغيرِ مسمّاةْ
آهٍ يا صهيلَ القلبْ
كم موجعٌ صوتُ الفراغِ من حولِكَ
حين تئنُّ مثلَ شريانٍ
يختنقُ في رئةٍ
ليست كاملةً
لتحتضنَهُ
وليستْ ناقصةً
لتقتُلَهُ
وكزهرةٍ مقصوفةٍ في احتضارٍ طويلٍ
تُصلِّي
السلامُ على الشَّفَتَينِ الممتلئتينِ كرزاً
والمجدُ لعينينِ ذابلتينِ متواطئتينِ معَ الكحلِ على نَحْري
مباركٌ وجهُكَ بينَ النجماتِ
كالمشهدِ المقطوفِ من سماءٍ
كالبرقِ في سباتْ
كخِصْلَةِ الريحِ تتّكِئُ على شتاتْ
والرحمةُ لي يا اللهْ
أنا المؤجَّلُ حتى ذلك الوجهِ الذي أتمنّاهُ ولا يجيءُ
ذلكَ الوجهِ الذي يقتربُ
ويعبثُ بأمورِ الظلِّ في المَرايا
ينسُلُ شالَ العتمةِ
يُخَرِّمُ ثوبَ النُّورِ
ويُقفِلُ بابَهُ على إلهٍ مكسورِ الخاطرِ
دونَ أن يجيءَ
قُلْ لي
كيفَ أرحلُ جيّداً في تراتيلِ المساءِ
أنا مَنْ غرستُ في السنابلِ صوتي
ولم تأتِ العاصفةُ
ولا الكلماتُ
كم أخشى
أن يذوبَ خيطيَ
وتنفرطَ مسبَحَتي
وتحلَّ عليَّ اللعنةُ من كلِّ الجهاتِ
قبلَ أن أهيّئَ لذلكَ الوجهِ أصابعي
وأكملَ فيهِ جميعَ ما تيسَّرَ من صلواتٍ
ابتلعِ الدُّخانَ وامضِ