كتاب "معطرة أمضي إليه " ، تاليف صونيا خضر ، ترجمة منية بوليلة ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
عن الأيّامِ التي تملأُ وَجْهي بِحكمةٍ لا أعرِفُها
أقايِضُ الصُّدْفَة الواقفة على بابِ الترابِ بِخَجَلٍ
وأهمسُ لوجعٍ معشِّشٍ في الغُصُونِ
قراءة كتاب معطرة أمضي إليه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
معطرة أمضي إليه
في سباق محموم مع الوقت
قفزت من السرير
تفَحَّصتُ (لآخر مرّة) آخر حالات الأصدقاء على الفيس بوك
وأغلقته
محوت بقية الرسائل عن هاتفي النقال
وأغلقته
نبَشتُ كل زاوية
بحثت في كل ركن
عن كلمة قد تشي باسراري الصغيرة
في سباق محموم مع الوقت
غَسَلتُ الصحون
ورأسي لا يكف عن الدوران
التقطت الثياب من فم السلة
توسّلت ماكنة الغسيل أن لا تخذلني
بعد يومين من الجفاف
كان ينتظرني على السرير
اختلست النظر إليه
وهو يفتح ذراعية
تراجعت
مثل ضائعة
صرت أتنقّل من غرفة إلى غرفة مثل شبح ضلّ الطريق الى وجهه
أو إلى وجهي
ثمّ هربت إلى ركني الصغير
حيث استطيع تدخين ما تبقى من سجائر
وتسائلت
إن كان صدري سيحتمل احراق لفافتين دفعة واحدة
شهقت لُفّافةً كما لو أني
أفتح إلى رئتيّ طريق النار
وأمضي
اختلست النظر إلى السرير مرة أخرى
كان هناك ساهراً مثل قمر
والسماء طفلة ً
بلا ملامح
أما أنا
فصورة قليلة في جسد الأمس
أريد أن املأ عيني بالوجوه التي احبها
وأراها وهي تتورّد في عالم العين الصغير
كانت شمسه مطفأة
معجونة بسحابة عاقر
وكان يقف
ثم يتقدم خطوة نحوي
وأنا ابتعد خطوتين
نحو الجدار الذي
يسيل ببطء على قدميّ الحافيتين..
في زفير اللحظة
القيت جسدي
كقطة خائفة
من وقتٍ عجوز
ينبح
ويموت
نَظَرتُ الى المرآة
كان وجهي
شاحباً كصحراء تغيب عن الوعي
كانت جثتي النابضة تغرق في الغبار
وكان خصري قصيدة
تحنّ إلى من يكتبها
لا اطفيء النور
ولا عيناي
كل شيء في مكانه
وحاضر
لاستقبال الزمن الجديد
أسحب قارورة العطر
أرشّها على عنقي
المّ شعري خلف أذني
أضم قدمي إلى ذراعي
أصلي
أستغفر ربي
عن ذنوبٍ صغيرة لم يتمكّن من ملاحظتها
ومعاصٍ لم أتمكن من ارتكابها
وأمضي
معطرة
اليه..