كتاب " الإسلام في شعر فيكتور هيجو " ، تأليف هيجاء قحطان احمد الحمداني ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب الإسلام في شعر فيكتور هيجو
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الإسلام في شعر فيكتور هيجو
احداث متنوعة
من السهل حتى عمر العشرين ان نجد عند هيجو احداثا متنوعة ساهمت بطريقة او بأخرى في توجيه تفكيره الديني.
معلمو فيكتور هيجو
1ـ الاب دولا ريفيير
في عام 1839 كتب هيجو:
"في اشراقة طفولتي الزائلة بسرعة اسفاً، كان عندي،
ثلاث معلمون: حديقة، كاهن مسن، ووالدتي."[69]
"الكاهن المسن" لم يكن سوى المربي الاب دولا ريفيير De la Rivière الذي كان يدرس معه هيجو و أوجين، بعد الاقامة الثانية في فيونتين من ابريل 1812 الى ديسمبر 1813. لقد خص هيجو لهذا المربي قصيدة طويلة معنونة "ما حدث في فيونتين 1813"[70].
لقد اقترح هذا الراهب للطفل هيجو، ولم يكن بعد موجهاً دينياً ان يدخل في المدرسة. لكن والدة الشاعر فضلت ان تصغي الى نداء الطبيعة اكثر من نداء المدرسة. وتركت لاولادها حرية ان يتعلموا منها كل شيء. لقد فرح هيجو كثيراً بهذا القرار الذي ابعده عن الضغوط الكريهة للمدرسة وغمره بحرية لاحدود لها في الطبيعة. هناك حيث كل شيء يعكس عظمة الخالق:
"... ولكني اعرف بأن امي المعشوقة
... مبعدة عني السجون[(] المملة،
فوضت روحي الشابة الى دروسها الرقيقة."[71][((]Ý
2ـ الاب دو روحان، لاموني
في عام 1821، شعر هيجو بالوحدة والعزلة، كان قد فقد للتو والدته التي احبها كثيراً. بعد دفن السيدة هيجو ذهب فيكتور عند الاب روحان De Rouhan ليشكره. لقد اكتشف هذا الاخير عند هيجو روحاً دينية نقيةٍ الى درجة، ولكنه لم يكن يعرف اي شيء عن ديانته؛ فبحث له عن مرشد "يلزمك مرشد وسأتولى انا هذا الامر"[72]، فأقترح له روحان السيد فريسينوس Frayssinous. شرح هذا الاخير الى الشاب اليافع بأن واجبه سيكون في النجاح وتسخير نجاحه في خدمة الايمان. وفي الحقيقة لم تعجب هذه الديانة المريحة (المتنصر حديثاً) الذي عند خروجه من عنده قال لروحان بأن الاب فريسينوس لن يكون ابداً موجههُ.ثم عرفه روحان في 30 مارس 1821 بلاموني Lamennais والذي تركت بساطته عن هيجو انطباعاً كبيراً. لم يكن لاموني بالنسبة لهيجو مرشداً فقط ولكن صديقاً ايضاً احب فيه الصراحة الشديدة. تعلم هيجو من لاموني العطف والحنان ولكن فيما بعد، في الثلاثينات تحولت هذه الصفات الحسنة الى عصبية وحنق. مع ذلك يمكننا ان نقول ان لاموني لعب دوراً واضحاً في مسيرة التفكير الديني لفيكتور هيجو.
في رسالة بعثها الى البارون فيترول Vitrolle قال لاموني "يمتلك السيد هيجو الروح الاكثر نقاءً والاكثر هدوءً ممن قابلتهم في كنيف باريس، انه معتد بنفسه وبسيط،..."[73].
كان لدى هيجو مسبقاً الطيبة والهدوء التي تتلائم مع روحية معلميه، وبالنتيجة توافق بسهولة مع روح المسيحية: الرحمة، الغفران، الامان والسلام.