أنت هنا

قراءة كتاب الإسلام في شعر فيكتور هيجو

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإسلام في شعر فيكتور هيجو

الإسلام في شعر فيكتور هيجو

كتاب " الإسلام في شعر فيكتور هيجو " ، تأليف هيجاء قحطان احمد الحمداني ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9

حالة أوجين

في مدرسة لويس لوكرون عندما كان هيجو واخيه الكبير أوجين يتابعان الدروس وهم يسكنان في مدرسة كورديه الداخلية، كان الاخوان يكتبان معاً ابيات شعرية حول مواضيع يقترحها استاذهم. ولكون اشعار هيجو كانت تعجب استاذهم اكثر من اشعار أوجين، بدا هذا الاخير غيوراً، اضافة الى ان هذين الاخوين وقعا في حب فتاة واحدة (أديل فوشيه Adèle Foucher). ولكن هذه الاخيرة كانت تحب فيكتور. في يوم زواج فيكتور واديل، انقلبت حالة أوجين من الغيرة الى الجنون التام.

هذا القدر المريع في حياة الشاعر كان سبباً دائماً للحزن وللندم العميق. الم يكن هو نفسه الذي اوصل اخيه الى اليأس من خلال تفوقه عليه في الشعر والحب؟ ان موضوع الاخوة الاعداء سيكون احد وساوس هيجو في كل كتاباته، مسرح، رواية وشعر[74]. في شعره يتمثل بقابيل في "اسطورة القرون" وفي "نهاية الشيطان".

مع ذلك هناك اختلافات في القصتين: لم يرتكب أوجين اي جريمة او اي خطأ، لا على العكس، فرضاه بواقعه رغماً عنه هو الذي دفع به الى الجنون الذي قاده الى الموت عام 1837، على عكس قابيل الذي انتقم بقتل اخيه هابيل. في كل الاحوال، فكرة هذا الحدث حثت هيجو على الكتابة عن قابيل وهابيل. وبالنتيجة، عن الخير والشر، وربما تدعم هذه الفكرة البحتة كون اسم اخيه الاكبر هابيل.

ان التشابه بين القصتين، على الاقل في الفكرة، جذبت انتباه فيكتور هيجو. سيجد ان هذه القصص الدينية تتكرر في الحياة اليومية دون ان تكتفي بكونها قصة في تاريخ محدد. وقد يدفع هذا هيجو للبحث في القصص الدينية الاخرى، دوافعها، نتائجها وتأثيراتها في الحياة الانسانية، اضافة الى سبب ايحاء الله تعالى هذه القصة دوناً عن القصص الاخرى. كل هذه الاسئلة ستحمل هيجو على مناقشتها في ديوانه الشهير "اسطورة القرون" و "نهاية الشيطان".

ومن الجدير بالذكر ان الماركيز س.ي. C. d'E كان يأتي عند السيدة هيجو ويروي للصغير فيكتور قصصاً دينية. ويروي لنا الشاعر نفسه ذكرياته معه:

"... كنت تروي

قصة ما عن الذئب، الامم المغضوب عليها،"[75]

ونلاحظ في النهاية ان القرآن الكريم يحتوي الكثير من هذه القصص الدينية، ومن ضمنها قصة قابيل وهابيل[76]. من الممكن ان يكون كتاب المسلمين كما التوراة، احد مصادر الشاعر عند كتابته للقصائد الدينية.

حضور في مقر قصر العدالة

في عمر السادسة عشر، في احد ايام 1818 حضر هيجو وكان آنذاك "من انصار الملكية او حسب مايعتقده هو"[77]، الى مقر قصر العدالة في باريس في تعذيب سارقة. يروي لنا هيجو ذكرياته الاليمة:

"كان هناك جمهور حول عمود الاعدام. اقتربت. في هذا العمود ربطت مخلوقة انسانية، الاغلال في عنقها ولافتة فوق رأسها، كانت امرأة شابة او فتاة. كان هناك موقد مليء بالحمم امام قدميها، وحديدة ذات قبضة خشبية مغمورة بالجمر تشع احمراراً... هذه المرأة كانت مذنبة بما تسميه احكام القضاء "سرقة دار"... وفجأة، عندما دقت الساعة الثانية عشر ظهراً، من وراء المرأة، ودون ان تراه، صعد رجل الى منصة الاعدام... فك الحبال، ازاح القميص وكشف ظهر المرأة حتى الخصر، تناول الحديدة التي كانت في الجمر واطبقه ضاغطاً عليه بعمق فوق الكتف العاري، الحديدة وقبضة الجلاد اختفتا في دخان ابيض. مازلت اسمع في اذني، بعد اكثر من اربعين عاماً، وسيظل دائماً في فكري الصرخة المريعة للمعذبة. بالنسبة لي، كانت هذه المرأة سارقة واصبحت شهيدة. خرجت من ذلك المكان -وانا ابلغ السادسة عشر عاماً- مصمماً ان احارب الى الابد التصرفات السيئة للقانون"[78].

ألم يكن هذا هو السبب الذي من اجله رفض فيه هيجو العقوبة وخصوصاً عقوبة الاعدام في كل الاديان؟[79]

الصفحات