كتاب " الإسلام في شعر فيكتور هيجو " ، تأليف هيجاء قحطان احمد الحمداني ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب الإسلام في شعر فيكتور هيجو
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الإسلام في شعر فيكتور هيجو
الصفحة رقم: 10
حصيلة تفكيره الديني
نحن لانعلم كثيراً عن التجليات الاولى للشاعر لانه احرق كراريسه العشرة[80] لاسباب غير معروفة ولكننا نستطيع ان نلاحظ ، على مابقي من كراريسه، ايمانه الكبير بوجود الله.
سبق ان لاحظنا كيف دافع عن الله تعالى ضد فيلسوف ملحد[81]. لقد قام ايضاً في عام 1818 بكتابة نقد حول عقيدة الكافر، الذي، برأيه ليست فقط ضد الدين ولكنها ايضاً تقتل الخيال: "عقيدة الكافر اذا لم نستطع ان تقتل الروح الخالدة فأنها على الاقل تقتل الخيال؛ وعلى العكس، فكل الاديان جوهرياً هي اديان شاعرية."[82]
شعر فيكتور هيجو بأنه شجاع بايمانه الذي ولَّد عنده الابداع الشعري فشعر في اعماق نفسه بقوة الله تعالى:
"اذا تجرأت الشعوب الكافرة ان تفلت منه،
واشار على الباقي باصبع غضبه:
لاتعود هذه الشعوب موجودة."[83]
وايضاً:
"بنفخة واحدة سيطفيء الله هذا النيزك القاني
ووميضه الاحمر"[84]
وهو يستند على هذه القوة الهائلة. وهاهو يرجو الله تعالى في عمر الرابعة عشر ليحفظ له والدته. وقد تكون هذه اول مرة يتحدث فيها هيجو الى السماء:
"امي، كل مايطلبه ابن مولود بخير
من السماء لاجل امه العزيزة،
ان يهبها اصدقاء حقيقيين، صحة
وحياة طويلة وهادئة،"[85]
مع ذلك فالاحاسيس الدينية لفيكتو هيجو، في هذه الفترة، رغم تأثير لامونيه بقيت "سطحية" كما يقول بوشانان[86]. لم يكن ذلك المسيحي المدرك تماماً مبادئ دينه؛ وحتى عام 1821، "لم يؤكد هيجو نفسه كاثوليكياً الا بسبب متطلبات الحاجة".[87]صحيح ان شاتوبريان فتح عيني الشاعر على المسيحية ولكن الدين بالنسبة لهيجو كما هي بالنسبة لمؤلف "عبقرية المسيحية" تعتبر مصدراً شعرياً لاينفذ. ويقوله لنا مؤلف "الاناشيد والموشحات" بوضوح في الاصدار الاصلي (ديسمبر 1822): "تاريخ البشر لايقدم من الشعر سوى ما اعتبرت من علية الافكار الملكية والاعتقادات الدينية..." الاب بيير دوبوا. فيكتور هيجو، افكاره الدينية من 1802 الى 1825. باريس ، دار شامبيون 1913، ص318.
اذا صح القول لم يمثل فيكتور هيجو في هذه الفترة اي ديانة ولكن كان لديه ادراكه الخاص بالكون والوجود، بالخالق والمخلوق. ويتوصل الاب ب. دوبوا P. Dupbois الى ان "فيكتور هيجو كان لديه شيء من الدين وليس دين"[(]. ونحن نوافقه على ذلك .
في النهاية اذا كان هيجو يقدم وجهة نظره الخاصة حيال الدين فلأن هذا كان يصب في حرية الصحافة، في حرية التعبير وفي ابداء الرأي في عصر انتشرت فيه الرومانسية مطالبة بحرية التعبير الادبي.
هذه هي المراحل التحضيرية للتفكير الديني واستلهام الاسلام عند فيكتور هيجو من 1812-1822. ان هذه الفترة كانت ضرورية لتؤسس قاعدة تفكيره فيما بعد، ويدرك مؤلف "الاشعة والظلال" هذه الحقيقة فيقول صراحة بأن "هذه الطفولة هي التي كونت عقله على ماهو عليه الان"[88].
نعتقد الان انه من الضروري دراسة فترة اخرى من حياته تلك التي كتب فيها عن الشرق بشكل عام وعن الاسلام بشكل خاص، في شعره ، وخاصة في "الشرقيات".