كتاب " الإسلام في شعر فيكتور هيجو " ، تأليف هيجاء قحطان احمد الحمداني ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب الإسلام في شعر فيكتور هيجو
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الإسلام في شعر فيكتور هيجو
الرحلة الى اسبانيا
سافر فيكتور هيجو الى مدريد عام 1811 وذلك بعدما ازدهر نشاط والده الجنرال ليوبولد هيجو في اسبانيا خلال التحاقه بالملك جوزيف.
وبالرغم من ان فيكتور هيجو لم يكن قد بلغ سوى تسعة اعوام الا ان كل صور اسبانيا انطبعت في ذاكرته. السؤال الذي يفرض نفسه الان هو: ماهي العلاقة بين الاسلام واسبانيا؟
فخلال سيطرتهم الطويلة على اسبانيا، ترك العرب تراثاً حضارياً غنياً لازالت اثاره شاخصة في كل مكان فيها،سيما في كتب العلوم والمعرفة، العمران الاسلامي، المساجد، اضافة الى التأثير الروحي الذي احدثه العرب على سكان اسبانيا. وفي مقدمة "الشرقيات" ينقل لنا فيكتور هيجو احدى هذه الصور المتنوعة بقوله: "... آيات القرآن فوق كل باب"[42].
من جهة اخرى لم يتوان هيجو على التأكيد مراراً ان "اسبانيا هي ايضاً من الشرق"[43].
ان اسبانيا في عيني هيجو كما في عيون الرومانسيين، هي بلد مختلف عن باقي دول اوربا ويقترب كثيراً من بلدان الشرق، لقد رأى الشاعر فيه وطن النخبة والفن العربي الاسلامي، خاصة العمران الاسلامي. فلكونه لم يزل طفلاً آنذاك لم يكتشف الصغير فيكتور من الشرق سوى الاشياء المرئية وليس المقروءة. في قصيدة "غرناطة" مثلاً اعجب هيجو بالمساجد، بالمنارات، "القبب الذهبية والفضية"[44] المختلفة عن الكاتدرائيات والكنائس وخاصة في (الحمراء) ، حيث نجد انها حفرت في اطار النوافذ وفوق الجدران شعارات وقصائد عربية واسلامية.[45]
ومنذ اقامته في اسبانيا من 1811 الى 1812 لاحظ هيجو من موقعه تلك الوشائج بين اسبانيا والشرق المسلم حيث تنطق آثارها في كل مكان. كان ديوان "الشرقيات" ثمرة هذه الملاحظة الشخصية.