أنت هنا

قراءة كتاب السياسة الإسرائيلية تجاه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد انتهاء الحرب الباردة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السياسة الإسرائيلية تجاه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد انتهاء الحرب الباردة

السياسة الإسرائيلية تجاه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد انتهاء الحرب الباردة

كتاب "السياسة الإسرائيلية تجاه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد انتهاء الحرب الباردة " ، تأليف د. جاسم يونس الحريري ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10

ثامنًا: المرتكز الاستيطاني والديني:

أخذت إسرائيل بالرؤية الملهمة التي تشمل العقيدة، والقيم، والموجبات الدينية المنطلقة من الكتب والنصوص، وبخاصة التوراة والتلمود، وما نشأ على أرضها وحولهما من أساطير، وحوافز وممارسات وما رافق هذه الرؤية من توافق غربي استيطاني مؤيد وداعم للسيطرة على فلسطين وتحركها صوب هذا الغرض أو العودة إلى "أرض الميعاد"([45]). وأدت القيم والرموز الدينية دورًا مهمًا منذ نشأة الحركة الصهيونية في تغذية الأيديولوجية التي تبنتها، إذ كان هدف هذه الحركة الأول هو السعي لإنشاء (دولة) تجمع يهود العالم([46]). إلا أن الطرح العلماني لمفهوم (الدولة) لدى الرواد الأوائل للحركة ومنهم (ثيودور هرتزل) لم يكن يعني استبعاد الدين والثقافة اليهودية التقليدية تمامًا من هذه الأيديولوجية، فقد اعتبرت الدين أحد الروافد التي تشكل الميراث والشخصية اليهودية، وسعت إلى استيعاب الاتجاهات والتيارات الدينية بداخلها، من خلال الدور المحدد الذي رسمته للعامل الديني، وتوظيفه لخدمة أهدافها السياسية خاصة في مجال تشجيع عملية الهجرة إلى فلسطين، وتشجيع الاستيطان في بداية تأسيس الدولة دون أن يعني ذلك تغليب هذا العامل على الأساس القومي العلماني الذي بنيت عليه الحركة([47]).

وقد وظفت إسرائيل الأساطير الدينية في صراعها بهدف تبرير السيطرة على الأراضي العربية، وتجسيدها في مفاوضات السلام مع العرب في إطار استراتيجيتها السياسية، وقد عكس ذلك التوجه أكثر من مسؤول إسرائيلي، إذ يؤكد الحاخام (ملفوفتش) بقوله "الطريق الوحيد للسلام هو من خلال التصرف بموجب تعليمات التوراة التي تحرم التنازل عن أي شبر من الأرض المقدسة، وأن أي تنازل عن مناطق ليس من شأنه سوى أن يزيد من خطر الحرب، ولهذا يجب على "إسرائيل" الاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها"([48]).

الصفحات