كتاب " القواعد المؤسسة للسعادة والنجاح - كن سيد قرارك " ، تأليف جيمس آلان ، ترجمة أسامة جناد - جانبوت وليد الحافظ ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب القواعد المؤسسة للسعادة والنجاح - كن سيد قرارك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
من المبادئ الخمسة الصحيحة السابقة - وعندما يتم فهمها وممارستها بحق - ستنبثق أساليب سليمة. تتجلى المبادئ الصحيحة في الأفعال المنسجمة، والنظام بالنسبة إلى الحياة هو كالقانون بالنسبة إلى الكون. في كل أنحاء الكون تجد التنظيم المتناغم للأجزاء، وهذا التناسق والانسجام هو ما يتكشف عنه الكون، في تمايزه عن الفوضى.
ومن ثم ففي الحياة الإنسانية، الفرق ما بين حياة حقيقية وأخرى زائفة، ما بين حياة فعالة وذات هدف وأخرى بلا هدف وواهنة، هو فرق في النظام. فالحياة الزائفة هي خليط مفكك ومشوش من الأفكار والانفعالات والتصرفات، فيما الحياة الحقة هي توافق ذو نظام ما بين جميع أجزائها. إنه الفارق كله ما بين كومة كبيرة من سقط المتاع وما بين آلة فعالة تعمل بانسيابية. إن قطعة من آلة موضوعة ضمن ترتيب تشغيل مضبوط لا تعد مفيدة فقط، ولكنها شيء مثير للإعجاب والافتتان، ولكن عندما تكون أجزاؤها كلها غير مترابطة بعضها مع بعض، وتستعصي على إعادة التوافق فيما بينها، فستنعدم فائدتها وجاذبيتها، وسيرمى بها في كومة الخردة. ومثلها تماماً حياة تم ضبطها بشكل ممتاز في جميع أجزائها لتحقيق أعلى درجات الفاعلية، فهي ليست فقط فعالة، ولكنها أمر ممتاز وجميل، فيما حياة مرتبكة ومتناقضة ومتنافرة هي عرض محزن للطاقة المهدورة.
إن كان للحياة أن تعاش بحق، فيجب أن يدخلها النظام، ويضبط كل تفصيل فيها، تماماً كما يدخل النظام ويضبط كل تفاصيل الكون المدهش الذي نشكل جزءاً منه. إن أحد الاختلافات المميزة ما بين الرجل الحكيم والأحمق هو أن الرجل الحكيم يعطي انتباهاً كبيراً لأصغر الأشياء، فيما يتغاضى عنها الأحمق، أو يتجاهلها كلية. تكمن الحكمة في المحافظة على الأشياء بارتباطاتها الصحيحة، في الإبقاء على كل الأمور، صغيرها كما كبيرها، في مكانها وزمانها المناسبين. وانتهاك النظام يعني إنتاج الفوضى والتنافر، وما التعاسة إلا لقب آخر للتنافر.