كتاب " دروب النعيم " ، تأليف جيمس آلان ، ترجمة جانبوت وليد حافظ ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر عام 2014 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب دروب النعيم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

دروب النعيم
البدايات الصائبة
"كل الأشياء المعتادة، وأحداث كل يوم التي تبدأ في ساعةٍ وتنتهي في أخرى مُتَـعتنا وسخطنا.. - ليست جميعها إلا جولات يمكن لنا من خلالها أن نرتقي".
"لا نملك أجنحةً، فلا يمكننا التحليق..
كننا نملك قدمين لنرتقي ونتسلق".
لونغ فيلو
"في الحياة الاعتيادية، ورغباتها
وعلى طرقاتها، هل لي أن أنطلق في جمال ألوانها؟".
براونينغ
الحياة مليئة بالبدايات التي يعيشها الجميع كل يوم وكل ساعة. معظم البدايات صغيرةٌ، وتبدو تافهةً غير مهمة، لكنها في الحقيقة أكثر الأشياء أهميةً في الحياة.
انظر في العالم المادي وكيف ينبثق كل شيء من بدايات صغيرة. أعظم الأنهار في بدايته مجرد جدول يمكن للجندب أن يقفز ليعبره، وأعظم الفيضانات يتشكل من بضع حبات من المطر. وشجرة البلوط العملاقة التي تحملت عواصف ألف شتاء، كانت بذرةً مرة، وعود الكبريت المدخن المرمي دون اهتمام ربما يكون السبب في حريق يدمر بلدةً بأكملها.
تفكَّـر أيضاً في العالم الروحاني وكيف تنبع أعظم الأشياء من أصغر البدايات. إذ يمكن لخيال الضوء أن يبذر فكرة اختراعٍ رائع أو عملٍ فني خالد، ويمكن لجملة تُـقال أن تحول مجرى التاريخ، ويمكن لفكرة صافيةٍ أن تؤدي إلى تطبيق قوة تجديد تعـمُّ العالم بأسره، ويمكن لاندفاعة غريزية حيوانية مؤقتة أن تؤدي إلى أبشع الجرائم.
هل اكتشفت إذن الأهمية الكبرى للبدايات؟ هل تعرف فعلاً بمَ هذه البدايات حبلى؟ هل تعرف عدد البدايات التي تصنعها باستمرار وتحقق أهميتها الفعلية؟ إن لم يكن هذا فرافقني لبعض الوقت وتعمَّـق في استكشاف هذا الدرب المهمل إلى النعيم، لأنه دربٌ مبارك عندما تتبعه بحكمة، وفيه الكثير من القوة والراحة للذهن المدرك.
البدايةُ سببٌ، ولا بد، من ثم، من أن تتبعها نتيجةٌ أو سلسلة من النتائج، والنتيجة دائماً من طبيعةِ السبب نفسها. إن طبيعة الدافع الأساسي هي المحدد دائماً للنتائج. تفترض البدايةُ أيضاً نهايةً، أو استهلاكاً أو إنجازاً، أو هدفاً. تؤدي البوابة إلى طريق، ويؤدي الطريق إلى وجهةٍ ما، وعليه فإن البداية تؤدي إلى نتائج، وتؤدي النتائج إلى خاتمة.