كتاب " تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم " ، تأليف د . نزار أباظة ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم
غزوة بدر الأولى
ولم يمكث رسول الله بعد غزوة العُشيرة غير ليالٍ حتى أغار كُرز بن جابر الفهري على المدينة، فاستاق منها ماشية كانت ترعى بالجمّاء من ناحية العقيق على ثلاثة أميال من المدينة. فكان على النبي أن يؤدب الأعراب لئلا يطمعوا في المدينة، فيقوموا فيها بأعمال الجاهلية، انطلق نحو وادي سفوان قرب بدر جنوب غرب المدينة في سبعين رجلاً، يحمل علي رايته البيضاء، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة.. وهرب كرز.
* وفي رجب على رأس سبعة عشر شهراً من الهجرة عقد النبي صلى الله عليه وسلم لواء لعبد الله بن جحش الأسدي وحمله كتاباً أمره ألا ينظر فيه إلا بعد يومين وبعث معه ثمانية رجال أو اثني عشر. وسار عبد الله كما أمره النبي ولما فض الكتاب قرأ فيه "إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف، فترصَّد بها قريشاً، وتعلمّ لنا من أخبارهم" فقال: سمعاً وطاعة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لأصحابه:
- إن رسول الله قد أمرني أن أمضي إلى نخلة [11] أرصد بها قريشاً حتى آتيه منهم بخبر.. وقد نهاني أن أستكره أحداً منكم؛ فمن كان يريد الشهادة ويرغب بها فلينطلق، ومن كره فليرجع.. فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمضوا لم يتخلف عنه أحد منهم.
كانت تلك السرية أبعد سرية يبعث بها النبي لتوغل في المسير حتى تقترب من مكة..
مر بالسرية عير لقريش فيها تجارتها، فلما رآهم القرشيون قالوا هؤلاء عُمّار لا بأس عليكم منهم. أما جماعة عبد الله بن جحش فترددوا فيهم؛ فاليوم آخر أيام رجب الحرام لا يجوز فيه قتال، ولئن انتظروا دخول شعبان أفلت القوم إلى الحرم حرم مكة من حولها.. ثم أزمعوا قتالهم، فقتلوا أمير العير عمرو بن الحضرمي واستاقوا العير وأسروا اثنين، وأفلت الباقون..
غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما علم بمجريات الأحداث، ووبخ السرية وقال لهم:
- ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام
ذلك لأنه أراد أن يعرف أخبار قريش، وأن يرسل لها رسالة وحسب وقد أحرج هؤلاء موقفه تلقاء عدوّه، فسيستغلون الحادثة ويشنعون عليه. ويكون ذلك إعلاماً ضد المسلمين. وسقط في أيدي رجال السرية، ورأوا أنهم هلكوا، وعنفهم إخوانهم من الصحابة، لأنهم خالفوا عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم. واستغل المشركون الحادثة، وضجوا، وعدُّوا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم كبيرة؛ فقالوا:
-استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام، وسفكوا فيه الدم، وأخذوا الأموال، وأسروا الرجال. وفرح اليهود؛ استشعروا فتنة ستقوم، فقالوا يتفاءلون على المسلمين:
-عمرو بن الحضرمي: يعني حضرت الحرب.. قتله واقد بن عبد الله: يعني وقدت الحرب.