أنت هنا

قراءة كتاب تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم

تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم

كتاب " تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم " ، تأليف د . نزار أباظة ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر:
الصفحة رقم: 10

معركة بدر قمة الحرب الاقتصادية

كانت السرايا والغزوات السابقة إرهاصات لصدام كبير كان لا بد معها أن يحصل صدام بين المسلمين وقريش.. فكانت معركة بدر نتيجة طبيعية لها..

لم يعلن الرسول صلى الله عليه وسلم الحرب على أحد من العرب، ولم يتحرش بسوى قريش، لأنها صادرت أموال المسلمين في مكة بعد أن أرهقتهم ظلماً وعدواناً، وخرجوا منها مهاجرين ما على أحدهم غير ثوبه.. تركوا دورهم وما فيها من متاع، فوضعت أيديها عليها، وتركتهم عالة.

والقرشيون هم الذين ابتدؤوا الحرب الاقتصادية في البيت الحرام، منذ حاصروا آل النبي في شعب أبي طالب ثلاث سنوات، أُجهدوا فيها حتى أكلوا أوراق الشجر، وقريش هي التي حاصرت رسول الله في مكة حصاراً إعلامياً، فلم تمكنه من إيصال الدعوة للقبائل، فكانت تحذر منه.. ثم إنها لاحقته بسيوفها من غير سبب تريد قتله قبل الهجرة {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ *} [الأنفال: 8/30] ، {إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *} [التوبة: 9/40] . فيجب إذن أن تدفع قريش ثمن ما ظلمت، وينبغي أن تعيد الحقوق إلى أصحابها، ويلزم أن تنزل بها العقوبة أو تفيء إلى أمر الله. ولكن الملأ منها أبوا كل ذلك، وأصروا على أحقادهم. فلم يبق غير المواجهة معها، وليس مع غيرها.

وكانت سرايا النبي وغزواته قبل بدر إعلاناً بالحرب، فلم يباغت رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً من غير إعلام. ولم تفاجأ هي باستعدادات النبي.. لأنها تعلم ما صنعت.. ولم يفاجئ ذلك كذلك بقية القبائل التي كانت تنتظر ما سوف يتمخض عنه الصراع بين الطرفين.

جاءت الأخبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عير قريش التي أفلتت من المسلمين في غزوة ذي العُشيرة وعليها أبو سفيان بن حرب وثلاثون أو أربعون من الرجال في ألف بعير، قد عادت أدراجها.. فندب النبي أصحابه لملاقاتها:

-هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها.

فخرج ناس، وثقل آخرون؛ إذ لم يكونوا يظنون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيلقى حرباً.. كان ذلك يوم الاثنين لثماني ليالٍ خلون من شهر رمضان.

أما أبو سفيان فإذ دنا من الحجاز جعل يتحسس الأخبار خوفاً من المسلمين أن يتعرضوا له مثلما حاولوا في ذهابه، فلما شعر بالخطر استأجر رجلاً يقال له ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة، ليستنفر قريشاً إلى أموالها. فجاء الرجل مكة وجعل يصرخ ببطن الوادي، قد جدع أنف بعيره، ووقف عليه بعد أن حوّل رحله وشقّ قميصه.. وأخذ يقول بلهفة:

-يا معشر قريش.. اللطيمة اللطيمة؛ أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها.. الغوث الغوث.

كانت تلك الجُمل كالصاعقة نزلت على أهل مكة.. اضطربوا، اغتاظ كبراؤهم، وقالوا:

-أيظن محمد وأصحابه أن تكون هذه العير كعير ابن الحضرمي؟! كلا والله، ليعلمنّ غير ذلك. ثم أخذوا يجهزون أنفسهم على عجل للدفاع عن أموالهم.. وسرعان ما خرجوا لم يتخلف منهم أحد، إلا ناساً لأعذار، منهم أبو لهب.. كانوا تسع مئة وخمسين رجلاً، معهم مئة فرس، عليها مئة دارع سوى دروع المشاة.. واصطحبوا معهم الفتيات يضربن بالدفوف، يغنين بهجاء المسلمين.

الصفحات