أنت هنا

قراءة كتاب التدريب المعرفي والعقلي للاعبي كرة القدم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التدريب المعرفي والعقلي للاعبي كرة القدم

التدريب المعرفي والعقلي للاعبي كرة القدم

كتاب " التدريب المعرفي والعقلي للاعبي كرة القدم " ، تأليف أ.م.د فرات جبار سعد الله و أ.م.د هه فال خورشيد الزهاوي ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

القشرة الدماغية والتحكم بالحركة

يتحكم ساق الدماغ والحبل الشوكي وبدون وعي في كل وضع الجسم والتوازن، ولكن رغم هذا تعد القشر الدماغية هي المركز الرئيس للتحكم بالحركة الإرادية، فهي تعمل مع المعلومات التي تستلمها من المخيخ والعقد الأساسية والمراكز الأخرى في الجهاز العصبي المركزي على إخضاع الحركات تحت التحكم الإرادي، فالقشرة الدماغية تمد بالوظائف الفكرية المتقدمة للإنسان، وهي تمتلك قابليات خزن في الذاكرة والاستدعاء بالإضافة إلى الوظائف الذهنية العليا الأخرى، ولهذا السبب فان القشرة الدماغية قادرة على أدراك وفهم وإدماج جميع الإحساسات المتنوعة ولكن مع هذا فان وظيفتها الأساسية هي التخطيط وتنفيذ العديد من النشاطات الحركية المعقدة خصوصا الحركات التي تحتاج إلى معالجة مهارية عالية باستخدام اليد(Newman & Gilman 1987).

وتحتل القشرة الحركية النصف الخلفي من الفصوص الجبهية، وهي منطقة واسعة من القشرة الدماغية تعنى باندماج الإحساسات القادمة من المناطق المشتركة مع التحكم بالحركات ووضع الجسم، وهي ترتبط وبشكل وثيق بالمناطق الحركية الأخرى وهي المنطقة الحركية الأولية والمنطقة المشتركة قبل الحركية أو الحركية.

تحتوي المنطقة الحركية الأولية على خلايا هرمية كبيرة جدا والتي ترسل الألياف مباشرة إلى الحبل الشوكي والى الخلايا القرنية الأمامية عن طريق المسالك القشرية الأمامية، وعلى العكس نمن ذلك تمتلك المنطقة قبل الحركية (أي الممهدة للحركة) القليل من الألياف التي تتصل مباشرة بالحبل الشوكي ألا أنها ترسل وبشكل رئيس إشارات داخل القشرة الحركية الأولية لإثارة المجاميع المتعددة من العضلات، بمعنى ان الإشارات المتولدة هنا تسبب في المزيد من الأفعال العضلية المعقدة والتي تشارك فيها عادة مجاميع العضلات التي تؤدي واجبات خاصة ومحددة أكثر مما تشرك العضلات المفردة، وتتصل هذه المنطقة بالمخيخ والعقد الأساسية الذين يرسل كليهما إشارات راجعة للخلف(عن طريق المهاد) إلى القشرة الحركية، وتسمح الألياف الناتئة والنامية من المناطق البصرية والسمعية عند مستوى القشرة للتأثير على نشاط المنطقة الحركية الأولية، وتنشط المنطقة قبل الحركية عند توطيد برنامج حركي جديد أو عند تغيير برنامج حركي وفقا للمعلومات الحسية المستلمة، أي البحث عن بيئة جديدة، ويعتقد ان المنطقة الحركية التكميلية هي موقع لمقارنة الداخل من المعلومات(Input) والايعازات مع الحاجة الداخلية ثم تسيرها لتسهيل صيانة أو برمجة إستراتيجية معينة للحركة الإرادية.

إذا وعلى وجه العموم فان القشرة الحركية والمناطق المرتبطة بالعقد الأساسية وكذلك المهاد والمخيخ تشكل جميعها نظاما شاملا ومعقدا للتحكم الإرادي بالنشاط العضلي(Bergman & Attiti 1986)، وتمتلك المنطقة الحركية الأولية صورة أو تمثيل طوبوغرافي (وصفي أو مرسوم) للجسم على سطح القشرة الدماغية، وهذا يوضح صلات ربط القشرة الدماغية للمناطق المختلفة للجسم مع حجم الصورة كونها تتناسب مع درجة الإمداد العصبي في تلك المنطقة، وتعد اليدين ذات حجم بالغ بحيث تحتاج الحركات المهارية المتقنة باليدين إلى المزيد من الإمداد العصبي لتحقيق ذلك المستوى من التحكم (Balastonga وآخرون 1990) ولكي تحدث الحركة الإرادية يتحتم وصول المعلومات إلى القشرة الحركية من الأجهزة الحسية البدنية بصورة رئيسة بالإضافة للمعلومات القادمة من المسالك البصرية والسمعية، وتتم معالجة المعلومات الحسية مع المعلومات القادمة من العقد الأساسية والمخيخ لغرض تحديد مجرى مناسب للفعل، كما ويمكن ان نلاحظ وجود العديد من المسالك ذات الاتجاهين بين المراكز المتنوعة للجهاز العصبي المركزي.

ويكون تنظيم القشرة الحركية داخل التنظيمات الشاقولية المؤلفة من أعمدة والتي تعمل كوحدات وظيفية، وتدخل المعلومات داخل العمود المعين من عدة مصادر ثم تضخم عند الحاجة لإنتاج تقلص عضلي ملائم، وتكون كل وحدة وظيفية مسؤولة عن توجيه مجموعة معينة من العضلات التي تعمل على مفصل مفرد، لذا فالحركات(وليست العضلة المفردة) يتم عرضها داخل القشرة الحركية، أما العضلات المفردة فيتم عرضها بشكل متكرر في تشكيلات مختلفة بين الأعمدة وان الخلايا العصبية للقشرة الحركية والتي يكون لها محاور داخل المسالك الشوكية الدماغية، تعمل وبشكل رئيس في التحكم بالعضلات البعيدة الطرف وتكون وظيفتها:

? تغيير معدل إثارتها لحركات الطرف وذلك لتسريع هذا المعدل.

? إحداث إثارة عند تردد معين يتناسب مع القوة المبذولة في حركة معينة ولكن لا يرتبط مع اتجاه الحركة( Gilman 1990).

وفي كل مرة تنقل فيها المسالك الشوكية القشرية المعلومات إلى الحبل الشوكي يتم استخدام نفس المعلومات من قبل العقد وساق الدماغ والمخيخ، وتتسبب الإشارات العصبية القادمة من القشرة الحركية في تقلص مجموعة عضلية معينة، وتعود الإشارات عندئذ من المنطقة المثارة للجسم إلى نفس الخلايا العصبية التي تسببت في التقلص مما يمد بتعزيز من التغذية الراجعة بشكل عام إذا نجحت الحركة ومن ثم يتم تسجيلها لغرض استخدامها في المستقبل، وفي قسم من أقسام الحبل الشوكي فان المسالك الحركية المتعددة تدخل وتنتهي داخل الحبل الشوكي قادمة من الدماغ أو المراكز الأعلى، وعموما تقع المسالك الشوكية القشرية والشوكية الاحمرارية داخل الأجزاء الظهرية للعمود الوحشي من الحبل الشوكي وتنتهي في الخلايا العصبية البينية عندما تتصل بمناطق الحبل الشوكي الخاصة بالجذع والرجل والذراع، ولكن رغم ذلك وعند الاتساع العنقي حيث يتم عرض أو تمثيل اليدين والأصابع فان الخلايا العصبية الحركية التي تجهز اليدين والأصابع تقع بالكامل تقريبا في الأجزاء الوحشية للقرون الأمامية، وينتهي في هذه المنطقة عدد كبير من الألياف الشوكية القشرية والشوكية الاحمرارية مباشرة على الخلايا القرنية الأمامية، بمعنى أنها تشكل مسلك أو طريق مباشر من الدماغ يتماشى والإبهام في القشرة الأولية الحركية( Ganong 1991).

وبمقدور الحبل الشوكي ان يمد بنمط انعكاسة خاصة لحركة معينة عند الاستجابة لتزامن عصبي حسي والذي يعد مهما عند إثارة الخلايا القرنية الأمامية من قبل الإشارات القادمة من الدماغ، بمعنى ان انعكاس الاستطالة هي وظيفة طول الوقت والتي تساعد في موازنة الحركات الحركية التي تبدأ من الدماغ، فعلى سبيل المثال عندما تثير إشارات الدماغ العضلات المشاركة فليس بالضرورة تثبيط العضلات المعاكسة في نفس الوقت لان الإمداد العصبي المتبادل سيحدث خلال انعكاسة الثني.

الصفحات