كتاب " التدريب المعرفي والعقلي للاعبي كرة القدم " ، تأليف أ.م.د فرات جبار سعد الله و أ.م.د هه فال خورشيد الزهاوي ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب التدريب المعرفي والعقلي للاعبي كرة القدم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
التدريب المعرفي والعقلي للاعبي كرة القدم
التحكم المخيخي بالوظائف الحركية
يعد المخيخ أساسيا لتحكم بالنشاطات العضلية السريعة جدا مثل الركض أو الكلام أو ممارسة بعض الفعاليات الرياضية أو العزف على آلة موسيقية، وان فقدان المخيخ يؤدي إلى عدم توافق هذه الحركات بحيث تبقى الأفعال موجودة إلا أنها سريعة وغير توافقية وذلك نتيجة لفقدان الوظيفة التخطيطية، ويراقب المخيخ ويقوم بالتعديلات التصحيحية في النشاطات الحركية التي تثيرها الأجزاء الأخرى للدماغ، فهو قادر على القيام بذلك طالما انه يستلم المعلومات وباستمرار من مناطق التحكم الحركية للمخيخ والخاصة بالبرمجة الحركية المرغوبة وكذلك تسلمه المعلومات المحيطية لتحديد حالة الجسم، وباستخدام أنظمة التغذية الراجعة يقارن المخيخ الحالة اللحظية الفعلية لكل جزء من أجزاء الجسم(وكما تصفها أو تصورها المعلومات المحيطية) مع الحالة التي يهدف إليها الجهاز الحركي، وبالإمكان عندئذ إرسال الإشارات التصحيحية إذا كانت ضرورية لتغيير مستويات النشاط(Gordon 1990).
ورغم ان المخيخ ينقسم من الناحية التشريحية إلى ثلاثة فصوص(الأمامي والخلفي والعقدي النديفي) ألا انه من الناحية الوظيفية فان الفصوص الأمامية والخلفية هي التي تتحكم بالحركات، وتنقسم طوليا إلى المنطقة الإنسية، والمنطقة المتوسطة، والمنطقة الوحشية، نسبة إلى نصف كرة الدماغ، إذ تتحكم المنطقة الإنسية بالوظيفة الحركية للأجزاء المحورية من الجسم (الرقبة، الجذع، وحزام الطرف) في حين تعنى المنطقة المتوسطة بالتحكم بالأقسام البعيدة للأطراف العليا والسفلة، أما المناطق الوحشية فهي تعمل على مسافات أكثر بعدا لغرض الإمداد بالتخطيط الشامل للحركات الحركية المتتالية مثل التوقيت والتوافق(Fehn & Ghez 1985).
ان الأنظمة المنتشرة لإدخال المعلومات(Input) وإخراج النتائج(output) تعمل إلى ومن المخيخ، فمسالك إدخال المعلومات إلى المخ القادمة من القشرة الدماغية حاملة المعلومات الحركية والحسية تمر عبر نوى متنوعة بساق الدماغ قبل ان تصل إلى النوى العميقة داخل المخيخ وعلى نفس الشاكلة، فان الخارج من الناتج(output) والقادم من المناطق الثلاثة للمخيخ سيخرج عن طريق النوى العميقة مع الألياف من المنطقة الوحشية مارا بالقشرة الدماغية للمساعدة في النشاط الحركي الإرادي التوافقي الذي يتم البدء به هناك، وتمر الألياف القادمة من المنطقة المتوسطة عادة إلى المهاد ثم إلى مناطق العقد الأساسية أو القشرة الدماغية أو ساق الدماغ للقيام بوظيفة وثيقة الصلة بجهاز التوازن للتحكم بالمواقف الخاصة بوضع الجسم، ويكون الناتج الخارج(Output) من النوى العميقة للمخيخ وباستمرار تحت تأثير كل المؤثرات المثيرة والمثبطة، فالمثيرة تأتي من الألياف الحسية التي تدخل المخيخ، والمثبطة تأتي من الوحدة الوظيفية للقشرة الدماغية وهي خلية بيركنجي(Purkinji) ويتم الحفاظ على نوع من الثبات النسبي في التوازن بين هذين المؤثرين مع مستوى مستمر من التحفيز القادم من كلا المصدرين، ولكن رغم ذلك وعند الحاجة لأداء حركات سريعة فان التوقيت المؤثرين في النوى العميقة سيكون بان تظهر الإثارة قبل التثبيط ويتم البدء بإشارة الاستثارة السريعة لغرض تعديل البرنامج الحركي الذي يتبع بإشارة مثبطة والتي تكون عبارة عن تغذية راجعة سلبية لها تأثير في موازن الحركة ومنع الأداء الزائد أو المفرط، ويمتلك المخيخ نظام بحث لإدخال المعلومات(Input) وإخراج النتائج(Output) دون الرجوع إلى داخل المسالك (Gordon 1990) ( Ganong 1991).