كتاب " الصحابة الكرام مكانتهم وجهودهم في حفظ السنة النبوية وواجب الأمة نحوهم "، تأليف الدكتور أحمد عطية السعودي ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2013 .
أنت هنا
قراءة كتاب الصحابة الكرام مكانتهم وجهودهم في حفظ السنة النبوية وواجب الأمة نحوهم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الصحابة الكرام مكانتهم وجهودهم في حفظ السنة النبوية وواجب الأمة نحوهم
مكانة الصَّحابة في القرآن والسّنة
حظي الصَّحابة الكرام باحتفاء القرآن والسّنة بفِعالهم وخِصالهم، فتنـزّلتْ فيهم من لدن حكيم حميد آياتٌ تتلى، ووردتْ فيهم أحاديث عَطِرَة تشهد بسُمُوق مكانتهم، وتشيد بعلّو كَعْبهم، وتسجّل لهم في رَقٍّ منشور أنّهم أبرُّ هذه الأمّة قلوباً، وأرسخُ إيماناً، وأصدقُ جهاداً، وأصلحُ أعمالاً.
مكانة الصّحابة في القرآن:
وقد تجلّت علائمُ رفعة مكانتهم في القرآن الكريم على النَّحو الآتي:
1- وَصْفُهم بالإيمان الحقّ: فالإيمان هو الدَّرجة العليا التي يسعى إليها كلّ مسلم، ويسخّر لها وقته وجهده؛ من أجل أنْ يحقّق هذه الفضيلة الكبرى: (قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (30).
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (31) .
2- الإشادة بخصالهم الحميدة من صدق، وحُبّ، وإيثار: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)) (32).
3- الشَّهادة بصدقهم في عهدهم مع الله، بالجود بالنفس، والمرابطة في سبيله: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (33).
4- وصفهم بالأمّيين لإظهار عظمة نبيّهم في تعليمهم، وإظهار عظمتهم في تعليم الأمّة: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) (34).
ووصفُ الصَّحابة بالأميين ووصفُ نبيّهم بالأميّ إنّما هو بيان للحال التي بُعث عليها النبيّ رضي الله عنهم وكان عليها أصحابه، فالأمية حالة مرحليّة، ومن إعجاز هذه الرسالة أنها غيّرت هذه الأمّة الأمية، وارتقت بها إلى معارج التعلّم والتحضّر، كما أنَّ أمية الرسالة تعني أنّها مؤهّلة للتنـزّل على الأميين، وتغيير واقعهم، وأنَّ الأميين بإمكانهم تلقّي هذه الشَّريعة، والتعامل معها، والالتزام بتكاليفها(35).
وما أصدقَ قول الشَّاعر في مدح النبي ّصلى الله عليه وسلم:
يا أيّها الأمـيُّ حسبُك رتبةً
في العلم أنْ دانتْ بك العلماءُ(36)!