كتاب " الجنوبي " ، تأليف عبلة الرويني ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
لن أطلب منكم الوقوف حداداً
أنت هنا
قراءة كتاب الجنوبي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الجنوبي
«وسادة المتعب»
صرنا أصدقاء!
قال لي في المرة الرابعة التي التقيت فيها معه، وبدون أدنى مقدمات:
ـ يجب أن تعلمي أنك لن تكوني أكثر من صديقة!
حرك هذا التحذير الاستفزازي انفعالاتي، فبدت عارية:
ـ أولاً أنا لست صديقتك، كما أنني لا أسمح لأحد بتحديد مشاعري متى تتزايد أو تتناقص، إنني وحدي صاحبة القرار في علاقاتي بأصدقائي!
سقطت حسابات أمل ـ وهو الذي لاتسقط حساباته عادة ـ أمام رد فعلي المفاجئ، فاضطر إلى التراجع، أو إلى إظهار بعض من مشاعره، عندما راح يفكر في صوت مسموع.
«إنني رجل بدأت رحلة معاناتي من سن العاشرة، وفي السابعة عشر اغتربت عن كل ما يمنح الطمأنينة حتى الآن، وأعتقد أن السهم الوحيد الذي يمكن أن يصيبني في مقتل سوف يجيء من امرأة، ولذلك اتسمت علاقاتي دائماً بالرفض، كنت استغرق في الحب، لكنني في صميمي كنت هارباً من التمسك بها..».
تحدث يومها كثيراً عن المنزل، وحياة الاستقرار التي أعيشها وعن رغباتي البرجوازية في الشعور بالقلق، وتحدث عن حياته التي لم تعرف الاستقرار أبداً. تحدث عن أشياء عديدة بشكل غير مترابط، وأنا أشعر بفرحة غامرة فرحة ميلاد عاطفة جديدة.
من المؤكد أن أمل أحبني، وأن غضبي لعبارته يعني أيضاً أنني أحمل له نفس المشاعر.
سألني وهو يمد يده مصافحاً:
ـ هل أراك غداً؟
ـ بالتأكيد، لقد أحببتك!
مد أمل رقبته إلى أعلى، حتى لايمكنني رؤية وجهه الذي ارتسمت عليه شبه ابتسامة خجول (إنها المرة الوحيدة التي رأيته فيها مرتبكاً بالخجل) ومضى دون أن يعلق بكلمة واحدة!!