كتاب " الأمن العربي في عالم متغير " ، تأليف د. جمعة بن علي بن جمعة ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب الأمن العربي في عالم متغير
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مقدمة أحمد أحمد الجويلي
إنه لشرف عظيم لي شخصياً أن أكتب تقديماً لهذا الكتاب لسببين رئيسيين:
الأول: أن موضوع الكتاب ذو أهمية بالغة في العصر الحالي الذي تواجه فيه الأمة العربية العديد من القضايا القطرية والقومية ذات الأهمية والتي تحدد مستقبلها.
وبحق فإن الدول العربية في مفترق طرق وعليها أن تقوم بوضع سياسات تدعم أمنها القومي ورفعة شعوبها، وهذا الكتاب يضم العديد من المقترحات بسياسات تدعم هذا الأمن.
أما السبب الثاني: فإن مؤلف هذا الكتاب أحد المفكرين العرب ذوي الخبرة الواسعة والعميقة في الشئون العربية، فقد سمحت له مهامه الرسمية بأن يكون في قلب الأحداث السياسية والإقتصادية في الوطن العربي، وأعتقد أن الدكتور مصطفي عثمان قد إقترب من متخذي القرار في الدول العربية والدول ذات الصلة بالمنطقة العربية بما يؤهله لأن يكون خبيراً في موضوعات الأمن القومي العربي، لذلك فإن الكتاب الذي بين أيدينا هو نتاج خبرة علمية وعملية علي مستويات عدة بما يجعله مخطوطاً تطبيقياً ذو أهمية بالغة في فهم الظواهر السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تحيط بالوطن العربي..
ويقع هذا الكتاب في ثمانية فصول تناولت بطريقة علمية موضوع الأمن العربي وتطوره التاريخي. فقد تناول الفصل الأول موضوع "نظرية الأمن القومي الإقليمي وتوازن القوى الدولية " وتضمن ذلك عرضا للاحلاف الرئيسية فى العالم مثل حلف الأطلسي وحلف وارسو وإنتهي إلي تحديد المفهوم المعاصر للأمن القومي العربي. اما الفصل الثانى فتناول موضوع "الحلف العربي" من حيث الخلفية التاريخية والأهداف والدول الأعضاء والمنطقة الجغرافية التي يغطيها هذا الحلف وتقويمه وإنتهى بإستعراض مجلس السلم والأمن القومي.
وتضمن الفصل الثالث موضوع الامن القومي العربي والجوار الاقليمي وذلك للنظر في تاثيرات دول الجوار الاقليمي على الامن القومي العربي.
أما الفصل الرابع فقد تناول تطور النفوذ الغربي في المنطقة العربية وإستخدام النفط كسلاح إستراتيجي، وقد إستعرض الفصل الخامس أزمتا الخليج الأولي والثانية وتداعياتها علي الأوضاع العربية والقمم العربية في الخرطوم والرياض ودمشق.
أما الفصلين السادس والسابع فقد تناول المؤلف فيهما أحد الابعاد الأساسية المكونة للأمن العربي وهو الشراكة الإقتصادية العربية، واقعها والطموح في مستقبل أفضل والخروج من التبعية، كما تضمن أيضاً القمة الإقتصادية العربية المقترحة في أوائل عام 2009 في الكويت.
ويعقد المؤلف وكذلك العرب آمالاً كبيرة علي نتائج هذه القمة من حيث آثارها علي المواطن العربي في كل مكان والحد من الفقر وإحداث تنمية مستدامة.
أما الفصل الأخير (الثامن) فهو خلاصة خبرة المؤلف، فقد وضع إستراتيجية للأمن العربي تشمل عدداً من العناصر هي : حل الخلافات العربية، العمل علي تجاوز حالة التجزئة، التأكيد علي حق الدول في مقاومة الإحتلال، خطة لرفع القدرات الوطنية للدول العربية، تعزيز قدرات المجتمع المدني، خطة متكاملة للعلاقات العربية الإقليمية والدولية، الإهتمام بالأمن المائي والغذائي والبيئي، مراجعة السياسات العربية، تفعيل عمليات الإصلاح السياسي، السعي لإمتلاك العرب برنامجاً نووياً سلمياً، وقد تناول الكتاب آليات تنفيذ هذه الإستراتيجية للأمن القومي.
وقد إستعرض المؤلف عشر نقاط مقدمة للقمة الإقتصادية العربية الأولي والتي ستعقد بالكويت تؤكد جميعها علي تحديث الإقتصاد العربي ودعم مشروعاته الإستراتيجية.
وبعد، يعد هذا الكتاب إضافة قيمة وجديدة للفكر العربي في مجال الأمن القومي العربي فقد كان وافر في معلوماته وإستنتاجاته فضلاً عن مقترحاته العملية لنهضة أمتنا العربية، لذلك أوصى المهتمين بالشان العربي بالإستفادة منه.
وأتقدم بخالص الشكر كمواطن عربي إلي معالي الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل علي بذله هذا الجهد المتميز في تأليف هذه الوثيقة الهامة.
الدكتور أحمد أحمد الجويلي
أمين عام مجلس الوحدة الإقتصادية العربية


