أنت هنا

قراءة كتاب أسرار لورنس العرب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أسرار لورنس العرب

أسرار لورنس العرب

لقد اقترن اسم لورنس عند كل عربي في هذه البلاد بالشجاعة، وقوة الشخصية، والكفاءة في نسف خطوط ومركبات السكك الحديدية. ولست متأكداً إذا كان السبب في هذا هو حنكته، أو الغموض الذي أحاط به نفسه، أو انتفاع بعض أبناء القبائل من عملياته.

تقييمك:
3.5
Average: 3.5 (4 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
وكانت جيرترود بيل قد نشرت أفكارها هذه في نيسان/إبريل عام 1907 في أهم كتبها «الصحراء والبذر». ثم رددتها في رسالتها الكثيرة والتي نُشرت بعد وفاتها في عام 1927.
 
وكانت القوات التركية يساعدها بعض الخبراء الألمان قد حاصرت القوات البريطانية في كوت العمارة بالعراق. وحاولت القوات البريطانية مراراً أن تخرج من الحصار الذي فُرض عليها، من دون أن تنجح في محاولاتها. وتعذر على الإنجليز مساعدتها بقوات جديدة من الهند، أو مجرد تزويدها بالذخيرة والأطعمة. ثم فكر الإنجليز في محاولة رشوة قائد القوات التركية كي يسمح للقوات البريطانية بالجلاء عن كوت العمارة ! وذهب لورنس مع زميله في القاهرة أوبري هربرت وضابط مخابرات آخر يعمل في العراق، هو بيتش، لمقابلة القائد التركي خليل باشا، وعرضوا عليه مليون جنيه ذهبي، رفعوها بعد ذلك إلى مليونين من الجنيهات. ولكن بينما هم يتفاوضون، استسلمت القوات البريطانية المحاصرة للقوات التركية. فقطعوا المفاوضات وعادوا أدراجهم.
 
وكان لورنس قد عانى خلال رحلته في البصرة من الملاريا، فتعطلت عودته للقاهرة. ثم قام بعد عودته بعدة مهمات سرية، إحداها لمفاوضة السنوسيين في ليبيا، وثانية لا يعرف شيئاً عن تفاصيلها لمقابلة «مستر ر» في أثينا !
 
وفي شباط/فبراير عام 1916، جاء هوجارث إلى القاهرة. وتألف تحت رئاسته، وبالتعاون مع رئيس المخابرات كلايتون «المكتب العربي». وأنيط بالمكتب بحث كل المشاكل المتعلقة بالمنطقة العربية. وما أن مضت أسابيع على ذلك حتى أعلن الشريف حسين الثورة العربية في جزيرة العرب.
 
وكان الشريف حسين قد أرسل ابنه الأمير عبدالله قبيل بداية الحرب العالمية الأولى إلى السفارة البريطانية بالقاهرة لمقابلة كيتشنر. ولكن كيتشنر رفض أن يقابله، وأحاله على ستورز. فلما قابله ستورز، أبلغه عبدالله أن والده ينوي إعلان الثورة على الأتراك، ويطلب من بريطانيا أن تزوده ببضعة مدافع «دفاعية» لمواجهة المدفعية التركية. ولكن ستورز أفهمه أن الحرب بين بريطانيا وتركيا لم تُعلن بعد. وأن تركيا لا زالت «صديقة» لبريطانيا.
 
وقد استمرت اتصالات الشريف حسين بالسفارة البريطانية بالقاهرة وممثليها في السودان بعد ذلك. ووجد الإنجليز أن الشريف حسين لم يكن يطمع بذهب أو مؤن أو عتاد حربي، إنما كان يهدف إلى توحيد أكثر من قطر عربي تحت راية عربية. والثابت أن الشريف حسين ومكماهون قد تبادلا حتى بداية 1916 ثمانية خطابات طويلة. وأن مكماهون قد وافقه منذ تشرين الأول/أكتوبر عام 1915 على أكبر أهدافه في سوريا الكبرى والعراق والجزيرة العربية «ما لم يكن بين بريطانيا وطرف آخر معاهدات أو اتفاقات أخرى».
 
ويقول الدينجتون إن مساعدات الإنجليز في القاهرة والخرطوم للشريف حسين قد بلغت حتى آخر تموز/يوليو عام 1917، أي قبل بداية إشعاله ثورته، 22٫000 بندقية و14 وحدة مدفعية وأكثر من 500٫000 جنيه ذهبي، من هذه 3٫000 بندقية، ووحدتين للمدفعية، وستة مدافع رشاشة جاءته من السودان، مع كميات كبيرة من الشعير والأرز والدقيق والبن. وجدير بالذكر أن المدفعية التي كانت تُقدَّم للشريف حسين كان يصاحبها على الدوام طاقمها من المصريين وأحياناً السودانيين. وكان على رأس هؤلاء الجنرالات عزيز المصري والسيد علي. وقد عيّن الشريف حسين الجنرال عزيز المصري رئيساً لأركان حربه.
 
* * *
 
وعندما جاءت أخبار الثورة العربية في الحجاز إلى ستورز، أرسل ستورز مذكرة مطولة إلى وزير الحرب وقتئذ، كيتشنر، يطالب فيها بزيادة المساعدات للشريف حسين. فرد كيتشنر على ستورز يطالبه بضرورة ذهابه بنفسه إلى الحجاز. وأعد ستورز إجراءات سفره، وكان لورنس في إجازة، ولكن ستورز قرر أن يأخذه معه. وهكذا نجد مصادفتين غريبتين في اختلاط مصير لورنس بمصير الثورة العربية: الأولى عمله الأثري في كارشيمش الذي قاده لمهمة رسم خرائط سيناء، ثم العمل بمكتب الخرائط بالقاهرة. والثانية مرافقته لستورز في زيارته الهامة للشريف حسين بالحجاز.

الصفحات